تفعيلة ٌ، نثرٌ ، وعمودية ٌ
ما بالنا نتقصدُ التفريقا ؟
حتى ببستانِ الجمالِ وروضه
صرنا نمزقُ نفسنا تمزيقا ؟
خذ ماكتبتُ إليك أوّلَ مرة ٍ
أو لا فأفسح للجمال طريقا !
الشعرُ في أيِّ الثياب رأيتَه
يستأهلُ الإعجابَ والتصفيقا !
هو حاكمٌ فينا ولسنا أهله
حتى نعلمه الخروجَ أنيقا !
فإذا بدا أهلا ً به و مراحباً
شيخا ً يعلمنا الذهابَ عميقا !
هو شيخُنا هو والدُ الفن الذي
خلق الفنونَ وعلمّ الموسيقى !
نتقصدُ الأشكالَ نطحن حَبَّها
ونموتُ ما ذقنا لهنَّ دقيقا !
هم يحسبون الشكل يكفي ليته
يكفي ونمضي ليلنا تزويقا !
يا شيخنا إن جئتَ لا تعبأ بنا
لا تطلبنَّ لمثلنا تعليقا !
ما غبتَ إلاّ من جحود أعزة ٍ
جعلوك كبشا ً للفداءِ عقوقا !
متنقدون ينسقّون كلامهم
كي لاترى المجلوبَ والمسروقا !
لم تغْلِ في أقداحهم نظرية ٌ
إلا وصبَوا فوقك التطبيقا !
ألقوا عليك عيوبهم ووملامهم
وهزائم التاريخ والتمزيقا !
جعلوا التخلفَ منك ثمَّ تفرقوا
كلٌ يعودُ لبيته صدّيقا !
مابين من زعموك سرّ بلائنا
ومن امتطوك تكلفا ً وبريقا !
مابين نقاد ٍ بلا نقد ٍ وتجار ٍ
رأيتك جالسا ً مخنوقا !
مابين فصحىً لا تجدد نفسها
أو فيض دارجة ٍتريد ُ عروقا !
يا شيخنا يا والدَ الفنَ الذي
خلق الفنونَ وعلمّ الموسيقى !
يا شيخنا بالله لا تعبأ بنا
لا تطلبنَّ لمثلنا تعليقا !
واقذفْ بنا من فوق سطحِ حياتنا
حتى تعلمنا الذهابَ عميقا !
- شعر/ صالح جزاء الحربي