بعض العور الناقمين من الجيران ،كالعادة مارسوا حقدهم وعابوا القرارت الملكية الاخيرة التي صدرت قبل عدة ايام ،اتحدث عن المثقفين وانصافهم فى ذلك الجوار، وهم يجترّون الانتقاص من تجاربنا الحياتبة على كل الصعد ،البعض منهم يعلم اننا تجربة فريدة فى المنطقة، ولكن الاحقاد المتوارثة تجعلهم يصمون آذانهم ويتجاهلون شواهد البناء والاعمار والتحضر التى تعيشها هذه البلاد فى خط تصاعدي منذ قرابة المائة عام، فيما بعض الجوار بنخبه ودهمائه يعيش حالة من الفصام بين الحياة وما شكلته انظمتهم الاستبدادية التى سادت ثم بادت وما بقي منها مصيره الزوال !
نحن فى قواميسهم الرخيصة الأعراب وهم التحضر فى أجلى وأنقى صوره، يقتاتون هذا فى اعلامهم ومجالسهم ،ويغيّبون عن ضمائرهم وشعوبهم من هي السعودية ومن هو شعبها ؟!.
النخب العربية المؤتمتة تعيش مرارتين ،الاولى حالة الضياع فى بلدانها فانظمة الاستبداد اضاعتهم واضاعت بلدانهم ،والقمع الممارس بهم ولهم اخرج للثقافة العربية ولتاريخها الحاضر زمرة من المأزومين نفسيا المنهزمين امام الواقع وحقائقه الجلية.
بعض المثقفين العرب ارتضى لنفسه ولنتاجه ان يكون الاطار الذي يؤطر الانظمة القمعية على حساب المسحوقين من شعوبهم ،يتاجرون بقضاياهم ويصبحون مجرد ادوات تستخدمها الانظمة الديكتاتورية لتمرير نقائصها وفظائعها الانسانية والاخلاقية.
وتحت وطأة القمع والترغيب والترهيب يخرج اعلام يتصالح مع كل شيء الا الديموقراطية والعدالة والمضحك ان هؤلاء ينتقدون بلادنا ويرثون حالنا متجاهلين حالة التصالح بين الانسان وقيادته، فتحت احلك الظروف يظل ولاء السعودي لأرضه ومصالحه مرتبط بوعيه وولائه لقيادته.
السعودي متصالح مع الزمان والمكان بظروفهما، وبالتالي لاتنقصه الدراية والفهم والوعي بما يدور حوله من مآسي وتجاوزات بحق الانسان وحرياته، هذا الامر يجعله يفخر بواقعه المشرق والمميز قياسا بمرارات عاشها وما زال يعيشها الاخرون.
تثبت التجارب السياسية وخصوصا فى عالمنا العربي ان الانظمة الملكية اكثر استقرارا وتعايشا مع العالم ومتغيراته ،فى حين أن الأنظمة الاخرى والتى هي فى متنها ملكية تحت عناوين مختلفة مازالت تعيش اياما حالكة من الظلم والقهر والاستعباد ،فالدماء تراق والحرمات تنتهك وقيمة الانسان ترخص وتزول.
الحالة السعودية استثناء فى الرضى والقبول؛ فالتاريخ كتب اسفارا من الرضى عاشها الشعب فى ظل دولته ،ومازالت الدولة وفى مفهوم جلي وواضح وفريد تتلمس احتياجات الناس وتعيد النظر فى كل قرارتها لتتواءم مع الشعب وما يربده ويصبو اليه .
اما الساخطون علينا وعلى تجربتنا فهم ضرورة لابراز محاسن بلادنا ومستوى نعيمها ،فالحسن لابد له من قبيح يظهره ويميزه ،وبضدها تتميز البلدان!!
- علي المطوع