كرسَّامة شاعرية سأحدثكم عن نواياي في تشكيل لوحات لايمكنكم قراءتها إلا بتفاسيري. سأنفخ في كل لون نارا لتلتهب بأرواح خالدة لايمكن لها أن تستحيل إلى رماد.
الكتابة هي العادة التي أعشق أن أبدأ بها يومي مع كوب كابتشينو عادي إلا من مزاجي، فكل ماينعشني لكتابة سألجأ إليه سأكتب لأتلقى الإلهام المذهل لأنه مثل جنة من الخيالات التي لاتتوقف ولاتنتهي في الأحلام والحكايات المثيرة..
تلك هي الجماليات التي تفتقدها الصحراء العطشة إلى مشاهد البشر فيما عدا الليل .
أشد تهويمات الحب هي تلك التي تقترب متجردة من غير العواطف فهي المحرك الأساسي لهيكل الذات فلايكون اللفظ مجرد حبر على الورق أو نقرة زر على لوحة المفاتيح بفضلها.
لحظات هذا من التجلي خاطفة ولكنها تتكاثر في المدن التي تتحرر من التقاليد القاتلة المعيقة لكل روح فالتمدن يعزف مقوماته في أرواح سكانه للانطلاق بحرية مسؤولة وإرادة مفعمة لا تتوافر في بيئة مختنقة بالرقابة الشكلية وحسب.
ربما تفتقد ذواتنا إلى منطقية التجلي التي تحتفي بها مدن محدودة المساحة لكن فيها من التناغم ماليس فيما عداها .
إذن ما قيمة كلمات لاتشبه معانيها وهي تتمدد بحرائقها في رأسي، نهايات تتخلق من بدايات منفصلة عن حبلي السري . ذاوات من الأسئلة المملة غايتها إثبات عجز أظافري عن اللحاق بهواجس غمام يحشو أضلعي.
أكتسب بعاداتي الأخيرة كثيرا من الأحوال التي لا تثير في أعماقي أزمات من القلق لئلا أندم على التفريط في الأوقات التي اخترتها لرفاهيتي. وتعبر دون أية رقصة فرح وإن تضاءلت.
إلى جواري ثلاث سيدات وطفلة يسرفن في الابتهاج بالحياة مثلما أحاول الفرح بالكتابة. إنها محاولات لتمرير وجودنا في العالم حتى نصل إلى أبسط أهدافنا في الحياة.
- هدى الدغفق