«الجزيرة» - فهد الشويعر:
قلّما تجد فناناً عربياً تساوت شهرته وجماهيريته الفنية مع عمله الخير والإنساني، ولكن عندما نتحدث عن صانع الأمل فايز المالكي فقد تختلف الموازين حقاً، وندرك أن فايز الإنسان تجاوز الفنان بمراحل، وأصبح حب الخير عنده أهم أولويات حياته، بل جعل حب الخير ومساعدة الضعفاء والفقراء والمعاقين والمرضى هو شغله الشاغل وهمّه، ما أن يصبح حتى ينام وهو محمّل بدعوات المستضعفين تنهال عليه من كل حدب وصوب، بعد أن زار في الصباح مريضاً وقضى في الظهيرة حاجة معاق، ووقف في المساء على حاجة أسرة مكلومة.
وعندما نتحدث عن الفن نجده رسالة سامية في أصله، لكن قلّما تجد من يستطيع إيصالها أو التعامل معها بحقها وأمانتها، وخلال الأيام الماضية ظهر الفنان فايز المالكي في مقطع فيديو مستعرضاً قصته مع صناعة الأمل.
وقال فايز: إن مشروعه هو تفريج كرب المسلمين بصفة عامة وإيواء المحتاجين بصفة خاصة، مؤكداً أن فعل الخير أكثر شيء يشعره بقيمته كإنسان خلقه الله على وجه الأرض مضيفاً «فما أجمل وأنبل أن يجد الإنسان منزلاً يؤويه».
وأضاف «بفضل الله وبحمده قدّرني الله على فعل الخير على مدار أكثر من 30 عاماً بمساعدة 1500 عائلة بتكلفة ما بين 35 مليوناً إلى 40 مليون ريال ما بين ترميم منازلهم المتهالكة وشراء منازل، ليس في السعودية فقط بل في جميع الدول العربية»، مختتماً رسالته: «إذا أردت أن تفعل خيراً ولم تجد المال فابتسم في وجه أخيك فإنها صدقة».
ومن هذا المقطع القصير أعلن المالكي عزمه المشاركة في مسابقة «صناع الأمل في الوطن العربي»، كاشفاً أنه سيواصل حبه للخير وسيتبرع بقيمة الجائزة -حال فوزه- لعائلة مكونة من أم وأولادها وربّ أسرة يعاني من إعاقة.
وفايز المالكي سفير للأيتام في جمعية «إنسان»، و«إخاء» لرعاية الأيتام، و«تكافل» لرعاية الأيتام، ومركز الدكتور ناصر الرشيد، وصندوق المئوية جمعية «كبدك»، واليونيسيف، ومكافحة السرطان، و«نبراس».
هذا، وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أعلن عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، عن رغبته في تعيين شخص يجيد صناعة الأمل والعطاء، ويؤمن بطاقات أبناء الوطن العربي، ولديه خبرة في العمل الإنساني، مقابل مكافأة مالية قدرها مليون درهم، حيث نشر عبر حسابه أن لديه وظيفة شاغرة مرتبها «مليون درهم».
و«صناع الأمل» هي مبادرة تهدف إلى إلقاء الضوء على العمل الإنساني والجانب المشرق، وزرع روح الأمل المنتشرة في عالمنا العربي، التي لمع من خلالها رجال ونساء، من مختلف الأماكن والأصناف والأعمار، ليعملوا بروح متفانية وقلوب نقية من أجل خدمة مجتمعاتهم ورفعة أوطانهم ومؤازرة المستضعفين بمختلف الفئات والوصول بهم إلى بداية الأمل.