موضي الزهراني
نظم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بالتعاون مع المركز الوطني للدراسات والبحوث الاجتماعية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية مشكورين، ورشة عمل عن «رصد القضايا والمشكلات والاحتياجات الاجتماعية، والظواهر السلبية في المجتمع» وذلك بهدف وضع البرامج والمبادرات لمعالجتها، ووضع التدابير والسياسات الوقائية من تجددها واستمرار آثارها وإفرازاتها. هذه الورشة المُوسعة في منطقة الرياض تعتبر من الورش العديدة التي تم تنفيذها على مستوى المناطق، وذلك بهدف وضع الأطر العامة للدراسة التي يقوم بها المركز الوطني للدراسات الاجتماعية، حيث ستكون مُستندة على خلفية تنوع المشكلات والتحديات من منطقة لأخرى، وذلك نتيجة اتساع المساحة الجغرافية للمملكة ومجاورتها لتسع دول، واستقطابها لملايين العاملين من ثقافات متنوعة! ومن خلال مشاركتي في هذه الورشة المُنظمة جداً والتي حضرها الكثير من الخبراء والمتخصصين والمهتمين من مختلف القطاعات العملية والعلمية رجالاً ونساءً، وتناولوا في مناقشاتهم المُركزة الاحتياجات التنموية للمجتمع السعودي والتحديات المواجهة لها، لاحظت من خلال المشاركة في مناقشة محاور القضايا والمشكلات الاجتماعية والظواهر السلبية، أنّ هناك مفردة تتكرر في المحاور الثلاثة السابقة ألا وهي «التعصب القبلي، والعنصرية « «المناطقية والطبقية» « والعصبية القبلية والتفرقة العنصرية «فهذه المفردة التي تم إدراجها في محور القضايا والمشكلات والظواهر السلبية» لدليل على أثرها السيئ المتطور والممتد على كثير من الاحتياجات التنموية، وتعتبر من وجهة نظري كمختصة في الشأن الاجتماعي والنفسي، من أكبر التحديات الاجتماعية التي مازالت تواجه مجتمعنا، وتُشكِّل تهديداً على مستقبل التنمية المستدامة إذا لم يتم إيجاد حلول جذرية لها ، وهذه الحلول لن تنبع من المتعصبين قبلياً والذي يتبعه التعصب المناطقي والطائفي، بل سينبع من القائمين والمشاركين في مثل هذه الدراسات الوطنية الهامة. وذلك من خلال طرح حلول يتدخل فيها أصحاب القرار للحد من امتداد التعصب القبلي والمناطقية حتى في تقديم الخدمات، والمساواة في تحقيق احتياجات المواطن من منطقة لأخرى، وهذا للأسف ما نشاهده حالياً على أرض الواقع ، والمشاهدات السلبية عديدة سواء في القطاعات الخدمية اليومية، أو في البيئة المدرسية، أو في القطاع الخاص ونهضة رجال الأعمال بمنطقة دون الأخرى! لذلك أتمنى منلقائمين على المركز الوطني للدراسات الاجتماعية وبرئاسة الدكتور صالح النصار المتميز في اهتماماته وطرحه لهذه القضايا، أن تكون هذه الدراسة علاجاً فاعلاً للقضاء على هذه الظاهرة السلبية «القبلية»، وأن تكون التوصيات جذرية لعلاجها وليست تنظيرية، كمثال بعض المقترحات التي طرحتها بعض المُشاركات، ألا وهي «الحدّ من الشيلات القبلية والمناطقية، والنظر في ضرورة كتابة اسم القبيلة في الهوية الوطنية، والأفضل الاكتفاء باسم العائلة، وأهمية مواكبة أهداف استراتيجية 2030 من حيث شمولية الخدمات للمناطق بدون تمييز، وبما يحقق التنمية المستدامة ويقضي على كثير من آثار التعصب المناطقي والقبلي السلبية على الوطن والمواطن».