سلمان بن محمد العُمري
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه أمر يسره قال: «الحمد لله الذي تم بنعمته الصالحات»، ونحن نحمد الله -عز وجل- على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة بما أنعم الله علينا في هذه البلاد المباركة «المملكة العربية السعودية»، من نعم عظيمة لا تعد ولا تحصى؛ فقبل عدة أشهر صدرت عدّة قرارات تخص إيقاف مجموعة من البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين نتيجة للظروف المالية المحلية والعالمية، وهذه القرارات كان الهدف منها تخفيف العبء على ميزانية الدولة ومراعاة للظروف الاقتصادية، وبعد عدة أشهر، وفي مطلع هذا الأسبوع صدرت مجموعة من الأوامر الملكية، كان في مقدمتها إعادة هذه البدلات والمكافآت والمزايا لموظفي الدولة مدنيين وعسكريين، وزاد على ذلك مكرمة ملكية بصرف راتب شهرين للمشاركين كافة في الصفوف الأمامية بعاصفة الحزم، وإعادة الأمل.
هذه القرارات الملكية الكريمة هي سلسلة من قرارات العطاء والخير وامتداد لجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وحرصه على الرعاية ونظرته الأبوية الحانية، وتعطي دلالات على اللحمة الوطنية والترابط الاجتماعي الذي يدعم كيان الدولة ووحدتها الوطنية التي تعد أحد مقومات الوطن ومصدر تقدمه وازدهاره، ولقد كانت هذه القرارات مصدر فرح وسعادة، ليس لأنها ستزيد من دخل المواطن فقط، ولكن الفرحة والسعادة أسمى من ذلك، إنها فرحة للوطن بوجه عام بأنه وخلال مدة وجيزة تجاوز المحنة والأزمة، فجاءت هذه القرارات الحكيمة لترسم البسمة على الوطن.
لم يكن الموظفون من مدنيين وعسكريين هم الذين سعدوا بهذه القرارات لوحدهم، إنما سعد الوطن أجمع بهذه الأخبار، فمثل هذه القرارات ستنعكس على الحركة الاقتصادية داخل البلد وخارجها، وسيكون -بإذن الله- ثمارها وبركتها وخيرها عاماً للجميع، وستدفع إلى المزيد من عجلة التنمية، ثم إن الفرحة الكبرى فيمن شملتهم المكرمة الملكية من العسكريين على الحد الجنوبي، وأما البدلات والمكافآت فغني عن التعريف ما يكنّه خادم الحرمين الشريفين
-حفظه الله- من حبٍّ لشعبه وما يبادله الشعب من حبٍّ له، وحينما تتحسن الظروف فإن يد الخير والعطاء ستظل -بإذن الله- معطاءة ولا تتوانى عن كل ما فيه مصلحة للبلاد والعباد، والحرص على سعادة المواطنين ورفاهيتهم وتوفير سبل العيش الكريمة لهم ما يحقق الطمأنينة والاستقرار، وستواصل هذه البلاد وهذه القيادة الرشيدة الحفاظ على مكتسباتها ووحدتها الاجتماعية والنهوض باقتصادياتها ونمائها وما يحقق للبلاد الرخاء والازدهار والتقدم.
ومما رأيناه في هذه القرارات الملكية روح البناء الإيجابية في ضخ دماء جديدة وحيوية، وإسناد حقائب وزارية وإمارات مناطق وإنشاء هيئات جديدة لتحقيق أكبر قدر ممكن من التواصل مع المواطنين وحاجياتهم المنطلقة من سياسة الباب المفتوح التي تجسد مدى التلاحم بين القيادة والمواطنين.
إننا -ولله الحمد- في نعم عظيمة تستوجب الشكر والثناء للمولى -عز وجل- على ما نحن فيه، فدول المنطقة تعيش في أزمات أمنية أو اقتصادية واضطرابات، ونحن -ولله الحمد- نعيش في أمن وأمان ورخاء واطمئنان، وما كان هذا ليتحقّق لولا فضل الله علينا ونعمته ثم جهود القيادة الرشيدة الراشدة التي تسعى دائماً وأبداً لدفع عجلة التنمية في البلاد، وتسعى في زيادته رسوخاً ولتبقى المملكة العربية السعودية واحة أمن وأمان وشموخ متدفقة بالعطاء ومعالجة الأمور بحكمة وروية وبُعد النظر والرؤية الاستشرافية على المستقبل والمحافظة على الثوابت.
وبقدر ما كانت هذه القرارات مصدر بهجة وفرح وسعادة لأبناء هذا الوطن والمحبين فيه، فقد كانت صفعة قوية في وجه المرجفين والشانئين والحاقدين الذين كانوا يبثون الروح التشاؤمية في نفوس الناس ويروجون للأكاذيب والإشاعات، فجاءت هذه القرارات مجلية للحقيقة، ومؤكدة سلامة المنهج وحسن القيادة، ومبشرة بكل خير للمستقبل لهذه البلاد، فهي من رقي لرقي ومن تطور لآخر، وأن الأزمات والظروف تزيدها متانة وقوة.
نسأل الله أن يديم على بلادنا النعم، وأن يدفع عنها النقم، وأن يجعلها دائماً وأبداً مناراً لكل خير، وأن يحفظها من شر الأشرار وكيد الفجار.