ببصمة سعودية بحتة، ومن موروثنا الشعبي والتنموي، ابتهج الجميع بإطلاق مسمى (القدية) على أكبر مشروع حضاري تنموي متنوع، يحوي بين جنباته إحدى رؤى الخير والنماء للمملكة العربية السعودية بصورة عامة وللمناطق المحيطة والمجاورة لموقع المشروع بصورة خاصة، لكون ذلك الاسم ارتبط بمسى أحد المداخل القديمة للرياض الحبيبة، كأهم رافد تنموي لها آنذاك (النقل) ليروي ما شيده الآباء والأجداد بين جنبات وسفوح جبال طويق، إسهاماً منهم في بداية إعمار مملكتنا الحبيبة. وما أجمل أن يرتوي الحاضر من عبق الماضي ليرسم لوحة تنموية نابعة من تاريخه العريق، ليكون حاضراً ومعلماً ومقصداً عالمياً له مردوده التنموي والاقتصادي، وخاصة مع تطور صناعة السياحة التي أصبحت من أهم الموارد الاقتصادية للدول التي تسعى لتنويع مواردها المالية، بدلاً من الاعتماد على عنصر واحد قد يكون مهدداً بالنضوب أو بتذبذبات أسعار السوق العالمية، كما هو حال النفط - بإذن الله تعالى - سيكون لها المردود الإيجابي على مملكتنا الغالية خاصة لما تتميز به القدية من بصمة سيكون لها نفحها وطعمها السعودي الخاص الممزوج بأحدث ما وصلت إليه صناعة الترفيه العالمية الحديثة، والذي لن يتوافر في مواقع أخرى لما تتميز به مملكتنا الحبيبية وشعبها المضياف والعراقة التاريخية للمكان. مما يجعلها تشكل في مجملها عناصر قوة وجذب وتنافس للشركات العالمية للفوز بفرص استثمارية ستعود بالنفع على المدى البعيد على الوطن والمواطن وبأرقى المواصفات العالمية والتي تتناسب مع أصالة وعراقة المجتمع السعودي.
كما أن إطلاق مثل هذه المدينة وبهذه المساحة الشاسعة والتنوع الترفيهي والثقافي والرياضي والتنموي سيتجاوز مرحلة الحد من السياحة الخارجية ومخاطرها على الفرد والمجتمع أمنياً وفكرياً وخاصة الشباب المفعم بالحماس إلى تحول المملكة العربية السعودية بصورة عامة ومنطقة القدية بصورة خاصة إلى مقصد عالمي لهواة السياحة والترفيه البريء لجميع شرائح المجتمع. حيث إن المكان سينقلك إلى جميع أرجاء العالم في العديد من مجالات الترفيه من خلال ما توصلت إليه أحدث التقنيات الإلكترونية العالمية دون كلفة عناء السفر من خلال استقطاب أعرق الشركات المتخصصة في مجال الترفيه الحديث الذي تجاوز مرحلة الإبهار إلى ما فوق الخيال جنباً إلى جنب، وبما يتعارف عليه من ترفيه تقليدي. كما أن ضخامة وتنوع ذلك المشروع سيكون محط توطين وجذب العديد من الاستثمارات الداخلية بدلاً من هجرتها ومحط جذب للاستثمارات الخارجية المميزة في مجالات عديدة ضمن عناصر ذلك المشروع الترفيهي العالمي الضخم والذي بحسب الأرقام والبيانات الأولية يعطي مؤشرات عدة بحراك تنموي لم يسبق له مثيل على المستوى العالمي. وإنني كأحد سكان محافظة المزاحمية، وهي إحدى الضواحي الغربية لمدينة الرياض، أجد بأن هذا المشروع سينعكس إيجاباً على مستوى دخل الفرد والأسرة على المدى الطويل، وسيصنع عشرات آلاف الفرض الوظيفية للجنسين لجميع أبناء الوطن ومزيداً من فرص الاستثمار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة وخاصة فيما يتعلق بالمقاولات والنقل والإيواء وأسواق التجزئة، إضافة إلى أن ذلك المشروع سيؤدي إلى نقلة نوعية في مجال جذب الاستثمارات وتنشيطها بالمنطقة، وقفزة نوعية بمستوى التخطيط والبناء، والبعد عن العشوائية بموجب تأكيدات المقام السامي الكريم بضرورة وضع كود بناء خاص لكل من محافظتي المزاحمية وضرماء ومركز قصور آل مقبل. وهذا التأكيد الذي جاء على أعلى مستوى يعطي دلالة واضحة بأن العائد من المشروع سيطال المناطق المحيطة بالموقع بصورة واضحة وجلية، وستنتقل بطبوغرافيتها وتضاريسها وطبيعتها المختلفة من السياحة الريفية إلى العالمية وخصوصاً أن المنطقة أصبحت خلال السنوات الأخيرة مقصداً شبه عالمي من خلال بعض المواقع السياحية الزراعية والرياضية والصحراوية لتعانق تلك الضواحي بعد إطلاق ذلك المشروع بحسب المفهوم العالمي فضاء التنمية من خلال أرحب وأوسع أبواب التنمية الحديثة، لكونها ستكون الوجهة والمقصد العلمي لكل من يهوى السياحة والترفيه ببصمة سعودية خاصة بدءاً من عراقة الاسم ومروراً بالمكان الذي يحوي أجمل أنواع التضاريس الطبيعية الخلابة (جبال طويق) عبر تنوع الترفيه الممزوج بالثقافة والرياضة وأحدث ما توصلت إليه التقنيات العالمية التي من المؤكد بأنه سيصحبها توطين حقيقي للوظائف حقيقية تملأ المكان الذي سيكون للمواطن السعودي هو الركيزة الأساسية في إعمار وبناء هذا الكيان المتميز الذي يحكي بين جنباته إحدى زوايا رؤية 2030 والتي محور أهدافها بناء الإنسان وأعمار المكان في جميع أرجاء وطننا الغالي بصورة عصرية تستشرف المستقبل بنظرة تفاؤل وأمل، ولمواجهة المستقبل لننتقل - بإذن الله - عبر سفينة التحديات من عالم الأمنيات إلى أضخم الإنجازات التي يحاول أعداء الوطن التقليل منها بدس السم في العسل سعياً وظناً منهم لدغدغة مشاعر بعض أبناء الوطن الوفي لدينه ثم مليكه ووطنه من خلال محاولات العزف على همومهم المختلفة التي تؤرقهم ولم تكن يوماً ما ببعيدة عن صناع القرار والجهات التنفيذية وفق رؤية واضحة يتم متابعتها من خلال مراكز تحقيق الأهداف المختلفة في كل جهة ومؤسسة حكومية، وتمازج مع القطاع الخاص الذكي الذي استطاع أن يعي أهداف المرحلة القادمة ليجدف بتناغم وتكامل مع تلك الرؤية المباركة التي ستختصر - بإذن الله - عقوداً من الزمن في إعادة الهيكلة والبناء في مملكتنا الغالية وفق أسس عصرية تستطيع مجابهة عواصف المستقبل الاقتصادية والتنموية، وذلك بفضل الله ثم بفضل أبعاد تلك الرؤية التي تسير وفق خطى ثابتة بتنوع وتكامل لم يسبق له مثيل في عصرنا الحاضر الأمر الذي يستلزم منا جميعاً أن نعد العدة لتحقيق أعلى المكتسبات المأمولة من قيام مثل ذلك المشروع الجبار الذي يقول عنه المحبون من أبناء الوطن والمنصفون من خارجه إنه إحدى غراس السعودية الحديثة التي ستواجه به المستقبل ببصمة خصوصية الإنسان والمكان - بإذن الله.