محمد العرب
(لقد وصل الأمر من السوء والفضاعة ان يتحكم بمصائر الناس وأرزاقهم وأرواحهم طفل حوثي أرعن يحمل في يده كلاشنكوف) هذه رسالة وصلتني من صنعاء وهي لمعلم متقاعد ، يضيف قائلا: (كان من أغبى الأطفال الذين مروا علي خلال سنوات خدمتي التي امتدت لثلاثين سنة في سلك التعليم قبل أن أقرر ترك التعليم قبل سنة وكان آخر عهدي به منذ خمس سنوات قبل أن أشاهده وقد بلغ من العمر 17 سنة وهو يحتل الآن منصب المسؤول الأمني عن الحي الصنعاني الذي أسكن فيه)، ويضيف المعلم ساخرا (الحق يقال أنه يمطرني بالسلام كلما مررت بجنبه لكنه يتعمد إيذاء الناس أمامي ليثبت لي أنه اليوم القائد والمتحكم بالأمور وأن باستطاعته أن يؤذيني ويؤذي غيري متى شاء)، ويستطرد المعلم المتقاعد شارحا أوضاع البلاد والعباد في زمن المليشيات والغوغاء (يمكن لهذا الطفل الغبي أن يغير مجرى حياة أي عائلة بقتل أو اعتقال أحد أفرادها ويمكن له أن يحيل ليل صنعاء إلى جحيم متى أراد فلا رادع أخلاقي أو قانوني يمنعه من ذلك ، فهذا الطفل تزوج بثلاث نساء لحد الآن لأنه يريد أن يثبت لنفسه ولمن يقودهم من الأغبياء أنه أصبح رجلا)، وبألم واضح كرر المعلم المتقاعد عبارة ( هذا الغبي لديه صلاحيات لم تجتمع في يد هتلر فالكل يخاف محمد الكحلاني المسؤول الحوثي للأمن السياسي في نصف أحياء صنعاء ولا أعرف كيف لطفل غادر مقاعد الدراسة قبل أن يتم الابتدائية أن يقيم المخاطر السياسية في صنعاء التي تزخر بالخبرات والكفاءات)، ويستطرد المعلم قائلا: (التجار يتسابقون في خدمته وتلبية نزواته الطفولية والعائلات تقدم له فروض الطاعة والولاء و الرتب العسكرية تخاطبه بلقب (أفندم) توقيعه الذي يشبه أفعى مرت من فوقها شاحنة كفيل بإخراج أستاذ جامعي من السجن أو الزج بعالم دين خلف القضبان)، هذه أجزاء من رسالة طويلة وصلتني عبر الفيسبوك من معلم صنعاني مقهور وهذا نموذج من الغزو الحوثي الفارسي البربري لصنعاء العرب، شخصيا كنت أعتقد دوما أن المخلوع سيتعمد إهانة المعارضين من شعب اليمن العظيم بتسليط الجهلاء والتافهين على رقابهم ، الناس في صنعاء تغلي ولديها استعداد لاستقبال الشرعية بالورود والاحضان فهم حواضن صامتة للشرعية، على ذكر الورود إليكم هذه الحادثة ( فقد منع القائد الفذ الملهم محمد الكحلاني قافلة مساعدات من الوصول إلى مديرية أرحب بعد أن صادرها أتباعه بتهمة الطابور الخامس وذلك لأن سائق أحد الشاحنات الثلامازح أحد أفراد المليشيات عندما سأله عن محتويات القافلة بعبارة الأوراق في يدك يا أفندم ونحن نقوم بإيصال الزيت والدقيق والرز والحليب إلى أرحب ولا نحمل الورود، عبارة (لا نحمل الورود) تسببت في غضب أفراد المليشيات فقرروا مصادرة القافلة واعتقال السائقين الثلاثة، ولا أعرف هل استفزتهم كلمة الورود وهم الذين تشع منهم أقبح أنواع الروائح أم أغاضهم عدم قدرتهم على القراءة للأوراق التي قدمها مسؤول القافلة الذي كان أحد المعلمين يوما ما قبل أن يغزوا أسراب الجراد الانقلابي بساتين صنعاء العظيمة.
حسام الدين وضياء الدين
يرافقني في الشهر الرابع من مهمتنا الصحفية داخل اليمن اثنين من الأشقاء المصريين أحدهم المصور الحربي الشجاع ضياء الدين والثاني مونتير اسمه حسام الدين وهو أول مرة يزور اليمن وأثناء جولاتنا مررنا ببساتين مأرب فوقف هذا الشاب المصري مذهولا من روعة الطبيعة وخصوبة الأرض وقال لي لم أر أغبى من المخلوع لديه كل مقومات إقامة دولة مزدهرة لكنه باع الجميع لإيران التي ستبيعه كعادتها مع العملاء.