محمد المنيف
أقام قسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة الملك سعود خلال هذا الأسبوع معرضًا لطلبة وطلاب عدد من جامعاتنا السعودية، اجتمع فيه نخبة من المواهب في الفنون التشكيلية في صالة الفن النقي مساهمة من الأميرة أضواء بنت يزيد مديرة مؤسسة الفن النقي ومعهد المهارات.
هذا المعرض - في رأيي ورأي عدد من التشكيليين - يُعدُّ خطوة رائدة من جامعة الملك سعود أن تجمع هذه الكوكبة من الشباب الموهوب، كلٌّ في مجاله البصري: رسم، وتصميم.. وفي مكان واحد، ومعرض يختلف عما تعوَّدوا على إقامته من معارض داخل كلياتهم وجامعاتهم، لا يراه سوى زملائهم؛ ليصبحوا بهذا المعرض مباشرة أمام جمهور الفنون التشكيلية، وفي صالة لا تقبل إلا المتميز تشجيعًا لهم، ولمن بادر بتنظيمها.
ومع أن هذا المعرض لعدد لا يمثل إلا القليل من جامعاتنا إلا أنه يشكِّل منطلقًا لمعارض أخرى قادمة، تتيح للموهوبين في الفنون والتصميم تبادل الخبرات؛ لتسقي وتعيد الحياة لبذرة مواهبهم الفنية التي اكتسبوها من مادة التربية الفنية في المرحلة المتوسطة، وتوقفت في المرحلة الثانوية، واستطاع بعدها بعض تلك المواهب البحث عن سُبل تطوير قدراتهم الفنية فيما يقدم من دورات أو ورش قد لا تشبع رغباتهم، والبعض الآخر توقف إلى أن وصل إلى المرحلة الجامعية؛ ليلتحقوا بأقسام التربية الفنية في بعض الجامعات أو في أنشطة الأندية الطلابية في الجامعات التي ليس بها تخصص للفنون، ونفضوا بذلك غبار مواهبهم، وأعادوها لتتألق، ووضعوها في مكانها بين إبداعات الآخرين من بقية الموهوبين.
قبل أعوام تشرفت بالمشاركة في تحكيم أعمال لمسابقة لجامعات المملكة، وفوجئت مع من كان معي من المحكّمين من مختلف مناطق المملكة أصحاب الخبرة المتابعين لمسيرة الحركة التشكيلية.. فوجئنا بإبداعات تفوق الكثير مما نراه في معارض كثيرة، ولأسماء تعد من البارزة والحاضرة دومًا في الكثير من المعارض.
السؤال المهم هنا: لماذا لم نعد نرى تلك الفئة المبدعة التي تعدت الموهبة إلى مرحلة الاحتراف رغم أنهم في ربع المسافة أو نصفها نحو الوصول إلى صفة فنان الحقيقية؟
يمكن القول إن جامعاتنا بيئة صالحة لإثراء المواهب والأخذ بها.