جاسر عبدالعزيز الجاسر
في الحروب الإقليمية تزدهر التجارة غير القانونية، والتي يندرج تحتها العديد من الممارسات اللا أخلاقية، والتي يطلق عليها أعمال تجارية غير قانونية والكثير منها لا أخلاقي؛ لأنه يمس أخلاقيات البشر، ويحوّل الإنسان إلى سلعة تباع وتشترى، كما أنه يستثمر في مواد تحمل الضرر بل وحتى الموت للإنسان.
وهناك قائمة طويلة من التجارة المحرمة التي تزدهر في الحروب الإقليمية والأهلية تمارسها الأطراف المتورطة في هذه الحروب لتمويل حروبها ومعاركها التي تحتاج إلى أموال لشراء المعدات الحربية ولتجنيد المقاتلين، وبعض الذين يقودون تلك المعارك يتحولون إلى (أمراء حرب) يعتادون على الصرف والبذخ التي تحتاج إلى بنك يموّل من العمليات المحرمة.
قائمة التجارة المحرمة التي تقوم بها الأطراف المتورطة في الحروب الأهلية والحروب الإقليمية عديدة، فبالإضافة إلى تجارة بيع الأسلحة، مما يجعل أصحاب مصانع الأسلحة دولاً وشركات تساهم في تأجيج الحروب وتعمل على استمرارها وإطالتها، ولهذا فإن تجار الحروب لهم وكلاء في المنطقة أو البلد التي تشهد معارك وحروباً، وتجار الحروب من جراء بيع الأسلحة يتوسطون لترويج ما تنتجه مصانع الأسلحة، ولا يتوانون عن التعامل مع طرفي القتال فيتم تأمين الأسلحة والمعدات عبر وكيلين مختلفين لنفس السلعة.
وبما أن شراء الأسلحة والمعدات وتجنيد المقاتلين وشراء ذمم كبار المسؤولين في البلد المستهدف بالحروب الأهلية والحروب الإقليمية مكلف ويحتاج إلى أموال كبيرة وكبيرة جداً، فقد أدخلت تجارة محرمة أخرى لتمويل المعارك والحروب إذ اتجهت الكثير من الجماعات الإرهابية والأنظمة الداعمة للإرهاب والتي تدير السلطة في عدد من الدول وبعضها في الشرق الأوسط إلى امتهان الاتجار بالمخدرات سواء من خلال تسهيل مرور كميات كبيرة من هذه السموم، أو المشاركة مع المنظمات الدولية التي تتاجر بهذه السموم التي تحاربها جميع الدول، ولكن الدول التي تحكمها أنظمة تدعم الجماعات الإرهابية لم تتوقف عند غض النظر على عمليات التهريب والمتاجرة بالمخدرات من قبل الجماعات الإرهابية، بل تشارك في عمليات التهريب والنقل والمتاجرة مثلما ظهر في أعمال حرس الثورة الإيراني الذي أقام العديد من المطارات الخاصة وأنشأ أسطول طيران لنقل وتهريب المخدرات من المنشأ، وهو أفغانستان إلى الدول المجاورة والعمل مع شبكة من المهربين ومعظمهم من عناصر خلاياه الإرهابية في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن، وبعض دول الخليج العربية لترويج وتوزيع المخدرات في داخل الدول المجاورة وتشكيل خلايا وشبكات متمرسة من المهربين لتهريب المخدرات إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية وحتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتمويل الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مليشياته الطائفية في العراق واليمن وسوريا ولبنان.