بدأت الهيئة الملكية للجبيل وينبع فعلياً في تنفيذ رؤية المملكة 2030، مستفيدة من عملها المؤسسي الناضج الممتد لنحو 40 عاما، وهو ما يجعلها تتواءم مع هذه التطورات بشكل سريع وفعال، ما يؤهلها لتكون واحدة من أهم المؤسسات الوطنية في تنفيذ الرؤية. وفي سياق هذا الأمر، أعلنت الهيئة عن 45 مبادرة ضمن برنامج التحول الوطني.
وتعد الهيئة الملكية للجبيل وينبع تجربة نموذجية بالنظر إلى الغاية من نشأتها في تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل فقد استطاعت من خلال أسلوبها في الإدارة الشاملة أن تنفق منذ بداياتها على التجهيزات الأساسية والخدمات في المدن التابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع أكثر من 152 مليار ريال. منها 65 % للاستثمارات الرأسمالية و35 % للاستثمارات التشغيلية. وعلى إثر ذلك تمكنت الهيئة الملكية من جذب استثمارات محلية وأجنبية فاقت الترليون ريال.
وتساهم المدن التابعة للهيئة الملكية بنسبة تربو على 13 % في الناتج المحلي و 65 % في الناتج المحلي الصناعي، كما تحتل صادراتها 85 % من إجمالي الصادرات غير النفطية في المملكة، لتتبوأ المملكة بذلك المرتبة السابعة على مستوى الدول المنتجة للبتروكيماويات في العالم بنسبة 10 % من حجم السوق العالمية للبتروكيماويات.
وتؤكد الأرقام حجم العمل المنجز في المدن التابعة للهيئة الملكية حيث فاق عدد الوحدات السكنية فيها أكثر من 61 ألف وحدة سكنية، وبلغت شبكة الطرق أكثر من ألفي كلم، كما تسع شبكة الكهرباء أكثر من 12 ألف ميجاوات سنويا، وتبلغ كمية مياه التبريد بمياه البحر المنتجة أكثر من 28 مليون متر مكعب يوميا، في حين يصل معدل استهلاك المياه المحلاة المنتجة محليا نحو 500 ألف متر مكعب يوميا، ويبلغ معدل كمية مياه الصرف الصحي الواردة للمعالجة نحو 150 ألف متر مكعب يوميا، كما يبلغ معدل كمية مياه الصرف الصناعي الواردة للمعالجة 127 ألف متر مكعب يوميا.
وتحتضن مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان 6 كليات جامعية وصناعية، ومعهدين تقنيين وثالث للصناعات المطاطية و120 مدرسة و4 مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة. وينتظم في هذه المؤسسات التعليمية نحو 66 ألف طالب وطالبة. كما أنشأت الهيئة الملكية 141 مسجدا وجامعا و32 مركز ترفيه و39 حديقة ومتنزه، و4 مراكز للاحتفالات و3 مراكز للخدمة الاجتماعية وبها 20 جمعية خيرية. وتشرف الهيئة الملكية على تشغيل مستشفيين بسعة إجمالية 558 سريرا، كما يشرف القطاع الخاص على 4 مستشفيات خاصة بسعة إجمالية 333 سريرا، هذا بالإضافة إلى 13 مركز رعاية أولية تابعة للهيئة الملكية و5 مستوصفات و6 مراكز أسنان للقطاع الخاص. ويفخر بالمساهمة في هذا الإنجاز أكثر من تسعة آلاف موظف يعملون لدى الهيئة الملكية وبرنامج الخدمات الصحية كما تجاوزت نسبة السعوديين العاملين في مدن الهيئة الملكية 90 % على مختلف القطاعات والمؤسسات.