خالد الربيعان
ليس عيبًا أن أذكر هذا العنوان في مقالي ما دمتُ أريد مصلحة وطني.. والله يعلم أني كتبتُ هذا المقال بحرقة قلب، وحرص على رياضتنا.. تحدثت وكتبت كثيرًا عن هذا الموضوع.. فاقرؤوه.
أكاد أجزم أن ما حدث على الساحة الرياضية هذا الأسبوع حدث من «تحت رأس اللوائح»!!
اقرأ معي تغطية هذا الأسبوع الصحفية ستجد هذا السطر بالنص:
«وكان تبرير المجلس للرغبة في تخفيف العقوبات على ناديي.. و.. بحجة ضعف اللوائح، وكثرة الثغرات الواردة بها»!!
هذه هي المشكلة الأساسية.. وكل ما عداها فرعيات.. وقلتها قبل ذلك مرارًا وتكرارًا.. طالما لا توجد بنية تحتية قانونية: فليرحم اللهُ جميع أطراف المنظومة الرياضية.. أي منظومة في مرحلتها الآن أو في مرحلة الخصخصة!
ضعف البنية التحتية القانونية يؤدي للنتائج كما ترون.. إرجاع الأمور لآراء الناس بدون وجود مرجعية.. الشيء الذي نحتكم إليه عند المنازعات! ثم لأن الأمور أصبحت تحت رحمة آراء، نعم آراء.. ولأن الناس مختلفون كبصمات الأصابع، لا بصمة تشبه الأخرى.. فالنتيجة وجود اختلاف في الآراء.. ثم اختلاف في تطبيق الأحكام! ثم اختلاف بين أصحاب الآراء في النهاية.. والنتيجة استقالات.. وقضايا بلا حل.. وأخرى تم حلها بطريقة غير احترافية!
ثم تكون النتيجة في النهاية بالنسبة للمشجع العادي الذي يلجأ لوسائل الإعلام، ويغذَّى على التعصب كالعادة، أن يرى الظاهرة إياها التي تكلمنا عنها على مدى أسابيع.. وهي الفقاعات!! كل أسبوع فقاعة غير الأخرى، ما تنتهي و»تفرقع» في الهواء حتى يأتي غيرها وبقوة مماثلة أو أقوى.. تأخذ من وقت الناس، وتستنفد كلامهم وآراءهم، وتجلب الاختلاف والفتنة بينهم.. ثم في النهاية يخرج الجميع خاسرًا.. الجميع بلا استثناء!!
ألهذا الأمر صعب علينا أن يكون عندنا دستور للعملية الرياضية؟! والله ليس صعبًا! ولو استدعى الأمر إيقاف النشاط الرياضي بأكمله شهرًا أو يزيد حتى يتم الانتهاء منه فلنفعل.. ولكن لنحل هذه المعضلة!
لم تتقدم دولة في رياضتها وأصبحت صناعة إلا بالبنية التحتية الإدارية والقانونية.. وضربتُ المثال الإنجليزي كثيرًا! ومنذ أن طبَّقوه منذ التسعينيات ودوريهم هو الدوري الأغلى والأمتع والأكثر صخبًا إعلاميًّا.. وانتشارًا جماهيريًّا.. ومكسبًا ماديًّا!!
لائحة حوكمة الأندية شيء أكثر من رائع، قامت به هيئة الرياضة.. ونحن بانتظار لائحة مثلها، تحدد وتقنن وتعرِّف و»تعاقب» إذا لزم الأمر!.. لائحة خاصة بالاحتراف والمحترفين والأندية التي يحترفون بها!
فمن غير المعقول أن يخطئ المرء وينقضي الأمر ويمر مرور الكرام! فهذا يفتح الباب له فيما بعد ولكثير غيره أن يخطئوا الخطأ نفسه وأكبر.. ولا يعترف به.. ولا يبرره!!.. ولا يعتذر حتى!! ثم لا يعاقب هو ولا غيره!
وجود لائحة قوية معناه أن لهذا الكيان راعيًا ومراقبًا.. معناه أن الجميع يعملون بجهد، ولا يخافون على نتيجة عملهم.. ومعناه أن المخطئ يحسبها ألف مرة قبل أن يخطئ، وقبل أن يخرج على الناس بفعلته التي فعل!
الأمر بالفعل مهم وخطير.. ويجب التوقف عنده حتى يتم حله! لأن بالوضع الحالي نحن نأذن للجميع بأن يفعل ما يحلو لهم.. ونجعل الجميع متساوين.. الطالح قبل الصالح.. والمسيء قبل المحسن.. والفاسد قبل المصلح!!
أخيرًا يا عزيزي، يا مَن تصرفت كما لو كانت «استراحة» تجلس فيها «بمزاجك».. تفعل ما يحلو لك.. العتب ليس عليك.. ولكن على الظروف التي هيَّأت لك في الماضي، وتُهيِّئ لك في الحاضر أنك «بالاستراحة»! المستقبل - بإذن الله - خالٍ من «الاستراحات»!
كلمة لهم!
ليس من الجيد أن تقوم الصحيفة والإذاعة والقناة، وقبل كل ذلك الصحفي والمذيع ومقدم البرنامج.. أن يشعلوا الفتنة أكثر مما هي مشتعلة، ويؤولوا الأمور لأحد الأطراف «على كيفهم».. أن ينفخوا في النار ثم يجلسوا في المقصورة يتابعون ويصفقون.. من ينفخ في النار أول ما تلفحه هو وجهه!.. الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها.. و»دعوها (الفتنة) فإنها منتنة».