علي الصحن
تفاءل الشارع الرياضي باتحاد كرة القدم الحالي بعد انتخابه في نهاية ديسمبر الماضي لإدارة أمور الكرة السعودية، لكن أقل من أربعة أشهر، تصرمت من عمر الاتحاد، كشفت أن التفاؤل وحده لا يكفي، وأن شيئاً لم يتغير في اتحاد الكرة سوى الأسماء، بينما بقيت آلية العمل واتخاذ القرار واحدة حتى الآن على الأقل، وأن ما قاله رئيس الاتحاد بقي وعوداً على الورق حتى الآن على الأقل.
في مرحلة مبكرة من عمر الاتحاد، وضعت على طاولته ملفات قضيتي اللاعبين العويس وخميس، وتوقع الناس أنه لن يحتاج وقتاً طويلاً لحلهما، وإصدار ما يلزم بشأنهما، لكن الأيام توالت، لتكشف ترهل الأنظمة وضعف اللوائح والضبابية في اتخاذ القرارات، فقد أحيلت المواضيع إلى لجان، ثم للتصويت، ثم أعيدت الملفات لمدير عمليات كرة القدم، والمكلف بإدارة الاحتراف للبت فيهما، وخلال هذه المراحل استقال مسئول الاحتراف طارق التويجري فيما يبدو أنه احتجاج على عدم الأخذ بتوصياته من قبل اتحاد الكرة في القضيتين.
ثمة أسئلة تدور الآن:
- هل توجد لوائح وأنظمة في اتحاد الكرة، يمكن الرجوع إليها في أي قضية تحدث في عالم كرة القدم.
- إذا كانت اللوائح والأنظمة موجودة، فلماذا يتم تعطيلها، والميل إلى تشكيل لجان وتصويت لاتخاذ قرارات هامة، وهل للتصويت قيمة في أمور توجد نصوص تشريعية يفترض أن تنظمها، وفقاً للقاعدة التي تقول (لا اجتهاد في وجود نص)؟
- هل اللوائح والأنظمة في حال وجودها، تعاني من القصور للدرجة التي تجعلها عاجزة عن التعامل مع مثل هذه القضايا؟
- وإذا كانت غير موجودة (وهذا ما أستبعده) فهل يمكن أن يعترف اتحاد الكرة بقصوره في ذلك، ويحاسب المتسبب فيه؟
- هل تعتبر قرارات اتحاد الكرة في قضيتي العويس وخميس تشريعات يؤخذ بها في الحالات المماثلة مستقبلاً على سبيل القياس، أم أن الاتحاد سيتعامل مع كل حالة على حدة؟
- هل يحتاج الاتحاد إلى تعيير اللوائح والأنظمة والمذكرات التفسيرية الملحقة بهما، بعد كل قضية؟ وهل هو عاجز فعلاً عن وضع أنظمة وتشريعات تتضمن كل الحالات التي حدثت فعلاً، أوالتي يتوقع حدوثها، مع سعي كل ثغرة يمكن أن يتم النفاذ منها لتجاوز النظام؟
- ألا يرى اتحاد الكرة أن بعض العقوبات، والتساهل مع بعض القضايا، والعجز عن اتخاذ قرارات قوية، قد يكون تشريعاً للفوضى تحت مظلة النظام وموافقته؟
- هل يريد الاتحاد اتخاذ قرارات توفيقية، تناسب الأطراف المتنازعة أو بعضها، ويريح نفسه من المواجهة وتحمل تبعات الشجاعة؟
هنا لست مع أحد ضد أحد، ولا يعنيني أن يذهب العويس وخميس، لكن أتحدث عن الأنظمة والتشريعات والمشرعين، أتحدث عن العدالة بين الجميع، أتحدث عن العمل المؤسسي القائم على الشفافية والصراحة والوضوح، وعدم الوقوف عند الأسماء والأشخاص، أتحدث عما كنا نظنه في اتحاد الكرة وما وجدناه فعلاً بعد أقل من عشر مدته القانونية، وأعتقد أننا موعودون بالمزيد خلال الـ44 شهراً القادمة في حال أكل الاتحاد مدته القانونية.
التويجري... شجاعة أم هروب
تحدث كثيرون بعد استقالة طارق التويجري عن شجاعته في اتخاذ القرار وعدم رضوخه للإملاءات، وعدم الأخذ برأيه كمسؤول عن الاحتراف في القضيتين، وهنا لا أشكك في أمانة ونزاهة وشجاعة الرجل، ولا في كون ابتعاده خسارة لاتحاد الكرة، لكن الحقيقة أيضاً أن الاستقالة ليست شجاعة في كل الأحوال، حيث يراها بعض الضالعين في الإدارة هروباً من مواجهة الواقع، واعترافاً بالضعف أمام القوى الأخرى في نفس المجال، وانسحاباً مبكراً من المسؤولية.
كنت أتمنى صراحة ألا يستسلم التويجري بسرعة، وألا يرفع رايته في أول اختبار، وأن يستمر للدفاع عن قراراته وقناعاته وما يؤمن به، والبحث عن حلول للقصور في الأنظمة التي يسلكها في عمله، لكن يبدو أن الرجل - وهو الخبير بالشارع الرياضي - اختار السلامة وراحة البال، وهو أدرى بنفسه على كل حال.
مراحل... مراحل
- تستطيع أن تعرف من يسرب القرارات والمعلومات من الغرف المغلقة، من خلال معرفة من يقوم بنشرها أولاً بأول في وسائل التواصل الاجتماعي.
- من ينشغل بالجوال ويسرب ما يدور حوله، كيف سيركز في النقاش ويشارك في اتخاذ القرار؟
- أصبح نشر الأخبار وإعلان القرارات قبل تسريبها إنجازاً في نظر البعض!!
- هذه الفوضى يجب ألا تؤثر على الأخضر وهو يقترب من مونديال 2018.
- فاز الهلال باللقب، وكما هي عادة الكبار ومن تعودوا النصر مر كل شيء بهدوء...!!
- حضرت مباراة الهلال والشباب في الملعب، وإن أردتم الصراحة فالجماهير لا تلام على غيابها عن المدرجات.
- المشجع يريد الحضور ليستمتع ويدعم فريقه، وليس لكي يتعب ويُرهق ويُستغل بأسعار مبالغ فيها مقابل حضوره.
- صياغة القرارات والأخبار الصادرة من اتحاد كرة القدم ركيكة جداً.