خالد بن حمد المالك
على مدى ثلاث ساعات جمعنا وزير الثقافة والإعلام الجديد نحن رؤساء التحرير معه في ليلة عمل وحوار ونقاش حول هموم الصحافة الورقية والتحديات التي تواجهها صناعة الإعلام الورقي، وحديث مطول حول الإعلام الداخلي والخارجي، وكلام كثير لم يستثن شيئاً له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالعملية الإعلامية.
* *
اجتماع معالي الوزير عواد بن صالح العواد تميز بأموركثيرة، فقد تعمد في بادرة لها دلالتها أن يعقد اجتماعه في مقر هيئة الصحفيين السعوديين وتحت مظلتها، وأن يصطحب معه الثلاثة الكبار في قيادة الوزارة هم معالي الدكتور أحمد الصمعاني ومعالي الدكتور عبدالله الحسين وسعادة الأستاذ سعود الحازمي، وأن يمكن رؤساء التحرير الأربعة عشر رئيساً ليبيحوا بما لديهم من وجهات نظر في حرية كاملة.
* *
الوزير العواد لم يكتف باختيار هيئة الصحفيين لتكون مكاناً للاجتماع، وإنما تعمد أن يكون الاجتماع في أول يوم يمارس فيه العمل في الوزارة بعد أداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين، وفي ضوء ما سمعه من الزملاء رؤساء التحرير قرر أن يكون هناك اجتماع شهري، يتم التداول فيه في كل ما يخص الإعلام بينه وبين رؤساء التحرير، مؤكداً أن الجميع في مركب إعلامي واحد لخدمة الوطن.
* *
ومعاليه دوّن في ورقة كانت بين يديه جميع ما لفت نظره مما تم التطرق إليه في الاجتماع، مبدياً حرصه في الارتقاء بالعمل الإعلامي في شقيه المحلي والخارجي، ما فهم منه أن هناك تطورات إيجابية سوف تشهدها الوزارة وكل الهيئات والمؤسسات التابعة لها، وكان يعلق على كل مداخلة بهدوء بعد أن يعطي الوقت الكافي لكل متحدث ليسمع منه ما لديه من ملاحظات أو اقتراحات، أياً كانت وجهة نظره.
* *
ونحن الذين نعرف عواد، لم نستغرب الروح التي تعامل بها مع الزملاء، ولم نكن وكأننا في ذهول من منطقه وحسن تعامله واستيعابه لكل ما أثير في اللقاء، فقد كانت تجربته الإعلامية وهو السفير في ألمانيا ناجحة في الحد من الهجوم العدواني المتكرر في بعض وسائل الإعلام هناك، وكان عمله في إمارة الرياض مستشاراً لأميرها آنذاك سلمان بن عبدالعزيز مدرسة بالنسبة له ليكون إلى جانب أمير ضمن اهتماماته كل وسائل الإعلام، ما أكسبه خبرة ها هو يوظفها الآن بعد صدور الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للثقافة والإعلام.
* *
على أن سيرته العملية وخبراته الطويلة تقطع الشك باليقين على نجاحه، مع أن تخصصه في الدكتوراه في أنظمة الأسواق المالية، والماجستير في العمليات المصرفية، وقد شغل منصب نائب محافظ الهيئة العامة للاستثمار، ورئيس مركز التنافسية الوطني، كما عمل في مؤسسة النقد، واختير عضواً في عدد من المجالس المهمة، فضلاً عن حصوله على عدد من البرامج في جامعة هارفرد للتنفيذيين، وبرنامج حكومة سنغافورة للتنمية الاقتصادية، وغيرها كثير من البرامج، يضاف إليها ثقافته واهتمامه بالإعلام كتابة وتحدثاً بلغة سليمة.
* *
وإدارة وزارة الثقافة والإعلام لا تحتاج دائماً إلى متخصصين في مجالها، فكثيراً ممن نجحوا في قيادتها لم يكونوا متخصصين في الإعلام، إذ إن الثقافة والإعلام علوم نظرية يبدع فيها الموهوبون، ومن له حب القراءة والمتابعة ووزيرنا الجديد واحد منهم، ما يجعلنا نطمئن على أن اختيار الدكتور العواد ليكون وزيراً للثقافة والإعلام، إنما هو اختيار ملكي للرجل المناسب في المكان المناسب.