فهد بن جليد
تعاني دول مجلس التعاون الخليجي من (نقص حاد) في عدد الطاقات والكوادر الإعلامية المُتخصصة والكافية في مجال الطاقة من (المواطنين)، تتناسب مع حجم ومكانة المنطقة الاقتصادية كمنجم ومصدر هام (لطاقة العالم)، نحن نعتمد على تحليلات غربية غالباً في أسعار ومواقف الأسواق، وقد نتأثر بشكل عكسي رغم أننا الأقدر والأجدر على التأثير، لذا كان الحديث الأهم في ملتقى الإعلام البترولي الذي عُقد في أبوظبي مؤخراً، هو أهمية تطوير القدرات الإعلامية المُتخصصة والتي لا تقل أهمية عن الثروة النفطية.
الإعلام البترولي المُتخصص هو جزء من القوة الاقتصادية لدول المنطقة، هذه القوة مازالت في يد غيرنا من الأجانب أو المُقيمين في دولنا، وما نحتاجه هو تأهيل إعلاميين مواطنين على قدرة عالية في التحليل والقراءة الاقتصادية، حتى يكونوا مصدراً موثوقاً عالمياً موازياً لمصدر الطاقة الهام في منطقتنا، لكسب ثقة الرأي العام العالمي والتأثير بإيجابية وبما يخدم مصالحنا الاقتصادية، في نشر المعلومات بكفاءة واقتدار.
هذا الدور مازال يقوم به عادة وزراء الطاقة في المنطقة، رغم تصريحاتهم المُقتضبة والقليلة بحكم حساسية موقفهم، وانعكاس ما يقولونه على أسعار البترول مباشرة كمواقف رسمية (محسوبة) قد لا تتجاوز عرض وجهة النظر الخليجية الرسمية بتحفظ ، بينما ما نحتاجه فعلاً هو وجود مصادر رديفة مُستقلة موثوقة تؤثر في السوق العالمي، وتكون مصدراً لتزويد وسائل الإعلام الخليجية والعربية والعالمية بالمعلومة الصحيحة، لأننا نتأثر بهذه الأسواق العالمية التي بدورها تتأثر بتدفق المعلومات من الدول المُستهلكة، في وقت يفترض فيه أن تكون الغلبة والتأثير الأقوى بيد الدول المُنتجة أولاً.
كتبت سابقاً هنا عن الإعلام البترولي « علاقة الإعلاميين والمشاهدين في الخليج مع (البترول) لا تتجاوز نشرات بسيطة ، وربما لوحة أسعار (جرافيكس) تتغير آخر كل نشرة (أخبار سياسة) مع صوت (موسيقى بيتهوفن) لإراحة الأعصاب لا أكثر، رغم أنَّ (البترول) هو المُحرِّك الرئيس لمعظم محتوى النشرة وأحداثها وحروبها وصراعاتها».
مازلنا نتطلع لوجود دورنا الغائب (إعلامياً) كأكبر وأكثر المؤثرين، بخلق جيل من الإعلاميين المواطنين المُتخصصين في هذه الصناعة التي كان الحديث عنها سابقاً في ثقافتنا الإعلامية عيباً، أو لقافة غير محسوبة العواقب.
وعلى دروب الخير نلتقي.