مها محمد الشريف
عندما يتحدث التاريخ بلغة العقل ومنطق المرحلة فلابد للبشر أن تنصت، وتستمع للحقيقة التي تفرض نفسها وتتفوق بوصفها، بل تتجاوز صيغ الفلسفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتسود الأذهان عبر الزمن دون أن يتغير كنهها أو تتبدل دلالاتها أثناء طرحها عبر القنوات ووسائل الإعلام، لأنها تتخذ الإنسان محورها وقيمتها، ثم إنّ التاريخ لن يتحدث إلاّ عن العظماء الذين سجلوا هذه الإنجازات الخالدة، فما بالك إذا كانت المسألة متعلقة بمفهوم نهضة ومستقبل يرسمه ملك عظيم لشعب رفيع القدر، ووطن يختلف عن كثير من الشعوب والأوطان، في ظل مثل هذا الملك تتجسد القيمة الثمينة بين الوطن والمواطن اللحمة الحقيقية، حيث تكمن التضحية والفداء في أجمل معانيها وأروع دلالاتها، فهما ثنائية الكيان الوطني وهما محور اهتمام القيادة المباركة وعنايتها، والحب الكبير الذي يتمازج بين الوطن والمواطن، هو المناخ الذي تنمو فيه كل وسائل الرفاهية والكرامة والعزة والشموخ، وتتوفر في ظله أسباب الأمن والاستقرار.
هذا المواطن الذي يمنح الوطن دمه وروحه في الحد الجنوبي ويقدم التضحية العظيمة، هو الذي تمنحه القيادة الغالية هذا العطاء ويمنحه الوطن اليوم بسخاء ووفاء، فالبدلات التي وجّه خادم الحرمين الشريفين بصرفها لها أثر نفسي عميق وتأثير إيجابي مهم على المواطن خاصة، قبل أن تؤثر في حركة الاقتصاد الوطني عامة، وتنعكس على نمو الوطن وزيادة الحركة والنشاط لمفاصل الحياة في جسمه، وتدفع نحو ازدهار نشاط التجزئة وتفاعلات البنوك وتعزيز الثقة بالاستثمار والاقتصاد الوطني.. ويلاحظ أن كل هذه الركائز المتمثلة في عودة النشاط الاقتصادي ونموه، ستخلق عدداً من الوظائف وفرصاً كبيرة للشباب، هذه الفئة العمرية التي تحتل مكانة كبيرة نسبة لعدد السكان..
وفي مسار مواز لعودة البدلات، نجد دعم بيئة الاستقرار وتحفيزه للمستقبل، من خلال تعيين نخبة من الأمراء الشباب نواباً بالمناطق، مما يعكس تهيئة جيل جديد من القيادات الشابة لتحمل مهام ومسؤوليات العمل الحكومي والشأن العام المتعلق بالمواطن، ومستقبل الوطن على حدٍّ سواء.. يحاسب فيها المقصر أياً كان ومهما كان، فيما يؤكد أن ثمة مرحلة جديدة لمكافحة الفساد وأن الكل أمام النظام، وأن ذلك سيكون انطلاقة واثقة وجادة نحو رفع مستوى النزاهة والعدالة بالمجتمع.