جاسر عبدالعزيز الجاسر
تشارك روسيا، وإيران مع نظام بشار الأسد لإبادة الشعب السوري باستعمال أكثر الأسلحة والأساليب فتكاً وإنهاء حياة البشر، فبعد أساليب استعمال الأسلحة الكيماوية لإصابة أكبر عدد من المواطنين في سوريا مثلما حصل في خان شيخون، وقبل ذلك في الغوطة، واستمرار استعمال المروحيات العسكرية برمي البراميل المتفجرة على المدن السورية، وبالتحديد على الأماكن المكتظة بالسكان والأماكن التي يلجؤون إليها كالمستشفيات، والمساجد، والمدارس، ظناً منهم بأن هؤلاء القساة السفاكين لا يستهدفون هذه الأماكن لقدسيتها، ولخصوصيتها كأماكن للعلاج والعبادة والدراسة.
إضافة إلى كل هذه الأساليب المعادية للإنسانية لجأ ثالوث الشر هذا إلى طريقة جديدة لقتل أكبر عدد من السوريين بعد أن يجمعهم في مكان واحد، ومن ثم يستهدفهم بالغارات الجوية وبشن معارك متواصلة ضد ذلك المكان ولا يتردد من استعمال كافة أساليب القتل الجماعي من إطلاق الغازات السامة ورمي البراميل المتفجرة، وقيام الطائرات المقاتلة وبالذات الطائرات الروسية بتكثيف غاراتها الجوية ورمي آلاف القنابل والصواريخ على ما تم تجميعه من سكان مدنيين.
الإعداد لمسرح الإبادة الجماعية للشعب السوري يتم عبر مراحل تجريبية وتنفيذية لقياس رد الفعل الإقليمي والدولي، ففي البداية فرض الحصار على العديد من الأحياء السكنية والمدن الصغيرة وفرض تجويع من يقيم في تلك الأحياء والمدن، وبعد معاناة معيشية وصحية يطرح عليهم خيار الهجرة من تلك الأماكن والتوجه إلى مكان واحد فقط لا غيره، فبعد أن يهجّر المواطنين من أحيائهم، ومدنهم يجبرون على الذهاب إلى محافظة إدلب شمال سوريا، وبالرغم من أن التهجير جريمة ترتقي إلى جرائم الحرب ضد الإنسانية إلا أن المجتمع الدولي تابع تهجير السوريين من مدنهم دون أي اعتراض بل شاركت دول في ترتيب عمليات التهجير، وحتى الأمم المتحدة ساهمت في ترحيل سكان تلك المدن والوجهة واحدة هي محافظة إدلب التي اكتظت بالسكان، وأصبحت ملجأ لكل من لا يريده نظام بشار الأسد، وبعد أن تم (حشر) معارضي النظام في بقعة واحدة بدأت الخطة المكملة والتي استهلت بمحاولة استكشاف رد فعل المجتمع الدولي في استعمال أسرع الطرق لإبادة السوريين بعد أن تم تجميعهم في مكان واحد، وبما أن الأسلحة الكيماوية هي أسرع وأنجع الطرق التي يلجأ إليها المجرمون الأشرار فقد تم تنفيذ ذلك في استهداف مدينة خان شيخون وقد كشفت تلك العملية أن الرد الدولي لن يكون بالقوة التي تمنع ثالوث الشر (روسيا وإيران ونظام بشار الأسد) من تنفيذ باقي مراحل المشروع (مشروع التخلص من معارضي النظام) فرد الفعل الدولي بعد جريمة استهداف مدينة خان شيخون بالأسلحة الكيماوية، انحصر في تدمير المطار الحربي الذي انطلقت منه طائرات محملة بالسموم الكيماوية، وبعد أن تم تحذير الضلع الإجرامي الأكثر إسهاماً في عملية قتل الشعب السوري، الجانب الروسي، وبعدها بدأ العمل في القسم الثاني من مشروع الإبادة، حيث تم توجيه المليشيات الطائفية إلى المناطق المحيطة بمحافظة إدلب وتحريك عناصر الحرس الثوري وقوات مما تبقى من عسكر بشار الأسد وبمشاركة قوات من الكتائب الروسية المتواجدة في سوريا مع توفير غطاء جوي روسي فعّال، حيث بدأت القوات الروسية بشن غارات عديدة ومتتابعة على مدن إدلب ومنها خان شيخون التي ستكون هدفاً سريعاً لدخولها من كل قبل كل حشد من قوات إجرامية من مليشيات وحرس ثوري إيراني وما تبقى من عسكر بشار لاقتحام محافظة إدلب التي أعدت لـ (حشر) كل السوريين المعارضين للنظام الطائفي لبشار الأسد وإبادة أكبر عدد منهم في واحدة من أكبرالجرائم التي ترتكب وتنفذ ضد البشر.