د.علي القرني
كنت متواجداً مع كافة الزملاء والزميلات أعضاء إعلامي منطقة عسير في الحوار الذي دار الأسبوع الماضي مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين في أبها، وكان حوار اتسم بالشفافية والوضوح، كما رسم ذلك اللقاء ملامح نوعية وجديدة في تطوير العلاقة بين هيئة الصحافيين وبين أعضائها في مختلف مناطق المملكة.
وفي البداية يجب أن ندرك تماما أن المؤسسات -أيا كانت- هي عمل تراكمي من الجهود التأسيسية والتطويرية التي تصب في نهاية المطاف في تعزيز البنية المؤسسية والعلاقات المهنية، وهذا ما لمسناه مع الدورة الجديدة التي يرأسها إحدى قامات الإعلام السعودي الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة. وقد حظينا في حوار أبها بالاستماع لكافة الزملاء والزميلات أعضاء مجلس إدارة هيئة الصحافيين، وكل في مجال تخصصه واهتمامه سعى لتوضيح دور الهيئة في المرحلة الحالية، وما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الهيئة وبين أعضائها سواء في منطقة عسير أو في مناطق أخرى، أو مع أعضائها في العموم.
ومن خلال ذلك الحوار الذي شرفني بإدارته إعلاميو منطقة عسير، أستطيع أن أستشف عدة جوانب مهمة ونتائج إيجابية لمثل هذا الحوار:
1. انفتاح مجلس إدارة هيئة الصحافيين على تأسيس كيانات فرعية للهيئة في مختلف مناطق المملكة، وكان من ضمنها تأسيس أول فرع للهيئة ليكون في منطقة عسير نظرا للحضور الكبير والحرص الدؤوب لأبناء المنطقة في فتح علاقات متينة مع المجلس الجديد.
2. لقاء مجلس إدارة هيئة الصحافيين مع سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز كان من نتائجه توفير مقر لفرع الهيئة في المنطقة، وهو مقر مهيأ ويتسم بالجاهزية الفنية التي تحتاجها المقرات.
3. لاحظت أن المجلس في حواره ونقاشه كان يسعى إلى فتح صفحات جديدة مع كافة أعضاء الهيئة سواء الفاعلين أو المنتسبين حسب نظام الهيئة، والجميع متفق أن عمل الدورات السابقة قد فعل مراحل التأسيس للهيئة، وعمل الدورة الحالية هو الانطلاق نحو العمل الجاد والفكر النوعي لتطوير عمل ووظائف الهيئة.
4. تمت الإشارة إلى وضع مسودة ميثاق الشرف الإعلامي من قبل هيئة الصحافيين، وهذا في نظري إنجاز مهم وطالب المجلس بردود أفعال لتطوير الميثاق ليصبح في نسخته النهائية إيذانا باعتماده من قبل الهيئة ليصبح دستوراً ونظاماً ملزماً لكل من يعمل في الإعلام وخاصة الصحافة الورقية والإلكترونية.
5. أوضح الحوار الذي طرحه إعلاميو وإعلاميات منطقة عسير نضجًا ووعيًا كبيرًا وإدراكًا لدورهم الوطني في مجال الصحافة والإعلام من خلال نقاش واعٍ وفكرٍ مستنيرٍ من قبل المشاركين.
6. تخلل الحوار الكثير من الأفكار التي تعكس درجة عالية من المهنية سواء من أعضاء الهيئة أو أعضاء إعلاميي منطقة عسير، ورغم حدته أحيانا، إلا أنه كان يعكس مستوى مهنيًا يتمتع به الجميع، وهذا مصدر قوة واطمئنان أن الصحافة السعودية في إجمالها تمتلك كوادر مهنية عالية المستوى.
7. دعوة مدير جامعة الملك خالد الدكتور فالح السلمي في استضافة أحد اجتماعات مجلس إدارة هيئة الصحافيين ويكون ذلك ضمن ورشة عمل ينظمها قسم الإعلام والاتصال بالجامعة ويدعى لها إعلاميو المنطقة قوبل بالترحيب، وذلك ضمن خطة عمل للهيئة في تفعيل أدوار أقسام وكليات الإعلام في المملكة لتصبح رافدا لأعضاء الهيئة، ومساندة لبرامجه.
8. تواجد العناصر النسائية في عضوية مجلس إدارة الهيئة وفي عضوية إعلاميي منطقة عسير يعكسان ما وصلت إليه المرأة السعودية من تقدم ومستوى مهني في مجال الصحافة والإعلام.
وختاما، نتمنى فعلا أن تحقق الدورة الحالية من مجلس إدارة هيئة الصحافيين النجاح المأمول، وخاصة وصحافتنا -وإعلامنا في الإجمال- تواجه تحديات كبيرة على الأصعدة الاقتصادية والمهنية والمجتمعية والتقنية.