سعد الدوسري
سأتعاطف كثيراً مع الدكتور عواد العواد، وزير الثقافة والإعلام المعيَّن، ضمن الأوامر الملكية الجديدة التي صدرت ليل السبت الماضي، وسبب تعاطفي يكمن في حجم العمل المؤجل الذي ظللنا ننتظر إنجازه وقتاً طويلاً، دون أن يُنجز. لقد كنت أؤمن بأن آلة المواجهة العسكرية على الحد الجنوبي، تفوق الآلة الإعلامية. وأن تحركات مكتب التحول الوطني ومكتب الرؤية تفوق تحركات المؤسسة الإعلامية الرسمية. لقد دأب المبدعون في أكثر من موقع ثقافي وإعلامي على الخروج عن نسق وظيفة وزارة الثقافة والإعلام، ليقدموا مبادرات إعلامية وثقافية مميزة ومثيرة للجدل، قد لا تعرف عنها الوزارة شيئاً.
يأتي الدكتور العواد إذاً، في وقت حاسم وصعب وانتقالي. يأتي ليتناول ملفات هي الأكثر تعقيداً، خاصة في الحراك الذي تأسس بعيداً عن مكاتب الوزارة، سواءً في المهرجانات الثقافية والفنية والمسرحية والسينمائية، أو في الفعاليات التي تؤسس لجيل شبابي خلاق، في كافة المجالات الإبداعية، أوعبر منصات الإعلام الجديد التي أفرزت أشكالاً متطورة من التعاطي المباشر والشفاف مع الجمهور. وربما سيلاحظ وزيرنا الجديد أن العلاقة بين الإعلاميين المحترفين وبين الوزارة، هي شبه معدومة، نظراً لأن ثمة غير محترفين، لا علاقة لهم بالإعلام، بل مجرد موظفين منتفعين، يقودون دفة تلك العلاقة، ويجعلونها مرتبكة وغير فاعلة دوماً. ولذلك، فإن ما نطرحه عن غياب الثقافة والإعلام عن وزارة الثقافة والإعلام، لا يصل لصاحب القرار، أو يصل مع توصية مختصرة: «هؤلاء يريدون أن يشوهوا صورتك»!!