لقد أدخلت القرارات الملكية البهجة والسرور لكل بيت سعودي، ومن المؤكد أن تلك القرارات الميمونة سيكون لها تأثير إيجابي ملموس على مستوى المعيشة وعلى نفسيات أفراد الشعب في المملكة، وعلى المزاج العام للمجتمع ناهيك عن الانتعاش المرتقب في الحركة التجارية إجمالاً وقطاعات الإنتاج والخدمات والمقاولات.
لقد جاءت القرارات الملكية الأخيرة لكي تعبر خير تعبير عن حكمة وبعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
كما لا يغيب عن البال أن الإجراء الذي كانت الدولة قد اتخذته في حينه وأدى إلى تقليص المزايا وتراجع دخل الموظفين كان بمثابة إجراء احترازي مؤقت لفترة وجيزة من الزمن، كما أصبح واضحاً الآن، وقد أدى ذلك الإجراء الذي يمكن إدراجه في باب التقشف والترشيد إلى أن يعرف المواطن السعودي قيمة النقود التي كانت تصل إلى يده في نهاية كل شهر، وإلى أن يقدر حق التقدير معنى النعمة التي يمكن أن يتقلص حجمها على حين غرة جراء المتغيرات الاقتصادية ومستجدات الأيام. كما أحدث ذلك الإجراء نقلة في الوعي وخطوة لا يستهان بها على طريق ترشيد نمط حياة الطبقة المتوسطة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع الحديث، وذلك من حيث اكتساب أفراد تلك الطبقة لعادة حميدة وضرورية تتمثل في الاحتساب وعدم البذخ وعدم الاسراف والتبذير واكتساب القدرة على التوفير وعلى ترشيد المصاريف والتأقلم مع التراجع في الدخل.
ولذلك فقد بات من المرجح الآن ألا تؤدي عودة تلك المزايا والتعويضات السخية إلى عودة مظاهر الإسراف والتبذير دونما حساب لما قد تخبئه الأيام من تقلبات ومفاجآت، بل إلى استمرار معظم المستفيدين منها في القطاعين المدني والعسكري في اتباع ما اكتسبوه أثناء الفترة المنصرمة من عادات حميدة تتمثل في اختصار المصروفات وترشيد نمط الحياة، ولا جدال في أن زيادة نسب الادخار الفردي تعزز الاحساس بالأمن والأمان لدى أفراد الشعب حيال المستقبل.
هذا وتتميز أنظمة الحكم الرشيد بالمرونة في اتخاذ القرارات وبالقدرة على قياس نبض الشارع وسرعة التجاوب مع المطالب الشعبية، وليس بخاف أن العديد من الدول الغربية الراقية كانت في بعض الفترات قد اتبعت السياسة الاقتصادية المسماة (خطوة واحدة إلى الخلف ثم خطوتان اثنتان إلى الأمام)، وذلك على سبيل مواجهة المصاعب الاقتصادية الوقتية والمداهمة والتأقلم مع الظروف المستجدة، أما الخطوة التالية التي يتطلع المواطنون إليها بأمل كبير فقد تتمثل في قيام حكومتنا الرشيدة بإلغاء الرسوم على الأراضي من أجل انتعاش الحركة العقارية بمشيئة الله.
حفظ الله مليكنا الغالي وأطال عمره وحَسُن عمله.
- محمد عبدالله المطلق