«الجزيرة» - علي العنزي:
طالب مجلس الأعمال السعودي الروسي ورجال أعمال سعوديون رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية (مجلس النواب) - التي زارت السعودية أخيرا - بفتح مكتب تمثيل اقتصادي للمملكة في موسكو ولروسيا في الرياض ليقوم بالعمل على معالجة التحديات التي يواجهها رجال الأعمال، ويسهم في تشجيع الحركة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين.
وكانت رئيسة المجلس الاتحادي الروسي قد التقت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحث الجانبان خلال اللقاء بعض المسائل الدولية وجرى تبادل الآراء حول الوضع في الشرق الأوسط، والتأكيد على ضرورة تعاون رجال الأعمال في البلدين لتطوير المجال الاقتصادي والتجاري والاستثمارات. ووعدت المسؤولة الروسية بدراسة مطلب رجال الأعمال السعوديين فور عودتها إلى بلادها، وقالت إنها ستبذل كل الجهود في هذا الشأن، كما ستعمل جاهدة على استكمال التشريعات النظامية الرامية إلى حماية الاستثمارات بين البلدين الصديقين، معربة عن سعادتها باهتمام القطاع الخاص السعودي للاستثمار في روسيا، ودعت رجال الأعمال السعوديين لزيارة روسيا مجدداً والالتقاء بنظرائهم الروس والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة. ويرى رجال الأعمال السعوديون في لقاء جمعهم بالسيدة فالينتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس النواب الروسي، بحضور السفير الروسي لدى المملكة سيرجي كوزلوف، أن يكون المكتب المقترح بمثابة جناح اقتصادي للمملكة وروسيا الاتحادية ويضطلع بمهام الدبلوماسية التجارية للبلدين، على غرار ما هو موجود في بعض البلدان الأخرى.
وأوضح لـ«الجزيرة» عبدالعزيز سعد الكريديس نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الروسي، أن مطلب رجال الأعمال السعوديين بوجود مكاتب للتمثيل الاقتصادي في البلدين يعد أمراً ضرورياً للدفع قدما في زيادة الصادرات وترشيد الواردات وجذب الاستثمارات في البلدين ومتابعة برامج التعاون الفني والمالي ودعم المشاركات في المعارض التجارية وإزالة العقبات لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والمساعدة في تسوية المنازعات التجارية، إلى جانب تحديث وتوفير المعلومات عن السوقين وتحديد الاحتياجات الفعلية ورغبات المستهلكين، وكذلك تفعيل التعاون في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة. ولفت الكريديس في حديثه أمام المسؤولة الروسية والتي تعد ثالث شخصية سياسية في روسيا والحاكم السابق لمدينة سان بطرسبرغ والرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الروسي، إلى وجود عدد من التحديات التي يجب العمل على تذليلها أمام رجال الأعمال في البلدين والتي من أهمها: تسهيل الحركة المالية بين البلدين، تسهيل الزيارات للأفراد والشركات، تخفيف الأعباء في الجانب الضريبي، إلى جانب تسهيل وضمان الاستثمار في كلا البلدين.
ونوه الكريديس: «إن الزيارات التي قام بها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لروسيا والتي أثمرت عن توقيع عدة اتفاقيات بين البلدين، وعقد منتدى اقتصادي في مدينتي سانت بيسبرغ وموسكو كشفت لنا أن هناك فرص واعدة ومزايا تنافسية في روسيا الاتحادية يجب استغلالها وخاصة في المجال الزراعي والغذائي والقطاع الصناعي وقطاع النفط والغاز»، مؤكدا بالقول: «لقد حان الوقت لترجمة هذه الزيارات والاتفاقيات على أرض الواقع وخاصة بعد إعلان المملكة لرؤية 2030 والمؤشر الإيجابي الذي سوف تشهده المملكة بعد عملية التحول الوطني، وأهمية استغلال الفرص الاستثمارية، وزيادة التعاون بين الشركات السعودية والروسية وفتح الأسواق للاستثمار». وفي السياق ذاته، رحب المهندس أحمد الراجحي رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية، بالمسؤولة الروسية والوفد المرافق لها في السعودية، متمنياً أن تكون هذه الزيارة بداية عهد جديد في التطور الاقتصادي بين البلدين، في الوقت الذي أطلقت فيه المملكة خططها لتنويع مصادر الدخل وتأسيس كيانات استثمارية لتحقيق تنمية مستدامة وفقا لرؤية 2030.