سمر المقرن
في كل مرّة تصدر فيها أوامر ملكية نلتمس فيها حرص قيادتنا الرشيدة على الوطن والشعب، في هذه المرّة التي صدرت فيها أوامر ملكية جديدة هناك حالة مختلفة جداً، هناك حالة شديدة العمق والإنسانية، وشعور القيادة بأدق التفاصيل، أتحدث هنا عن الدراسة في شهر رمضان المبارك، فالفرحة التي عاشها الشعب السعودي بعد صدور أمر تقديم الاختبارات إلى شهر شعبان ليكون شهر رمضان إجازة، هو أمر شديد الحساسية ويلتمس تفاصيل دقيقة تشير إلى اهتمام القيادة ببناتنا وأبنائنا الطلبة، بحيث سيكون شهر رمضان شديد الحرارة ولو تم حسب الجدول وضع الاختبارات النهائية في هذا الشهر فإنه سيؤثر بشكل مباشر على التحصيل العلمي، وكذلك على الحالة النفسية والصحية وما يتبع هذا من إرهاق شديد، فقرر ملك الحزم والعزم أن تتسع رحمته هؤلاء الطلبة، وأن يخفف عنهم عناء الصيام، وكما أسلفت في هذا القرار كثير من الجوانب الإنسانية الدقيقة والمشاعر الأبوية الحانية، ورسالة عميقة المعنى تقول: (أنا أشعر بكم).
الأمر الآخر الذي قرأته في هذه الأوامر هو إعادة البدلات والحوافز للموظفات والموظفين، بعد أن شعرت القيادة بتأثير السلبي من الناحية الاقتصادية على الفرد والعائلة، بل حتى على مستوى الاقتصاد السعودي، وفي إعادتها انتعاش للسوق السعودي بعد حالة ركود لم تستمر -ولله الحمد- طويلاً.
وفي هذا القرار أيضاً جانب إنساني عميق وكبير جداً، ورسالة تؤكد تواصل القيادة مع كل فرد في المجتمع السعودي. أضف إلى ذلك راتب الشهرين الذي خرج في حزمة الأوامر النبيلة إلى كل المرابطين على الحدود والمشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، وفي هذا العطاء رسالة شكر وامتنان لهؤلاء الأبطال الذين رهنوا أرواحهم دون هذا الوطن.
خرجت هذه الأوامر بمثابة اليد الحانية التي تشعر بالمواطن وتتحسس أبسط احتياجاته وتضمن حياة كريمة له ولأسرته، فمن أرقى المشاعر الإنسانية أن توصل القيادة رسالتها لشعبها بأنها تشعر بهم وتعمل على سكب السعادة في نفوسهم.
إن الفرحة التي رأيتها على الناس يوم السبت الفائت بعد صدور الأوامر الملكية الإنسانية، هي ثمرة شعور القيادة بهم وباحتياجاتهم، جاءت هذه الأوامر بمثابة المفاجأة التي أراد أن يُسعد بها سلمان العزم والحزم شعبه، ويفتح قلوبهم بالفرح ونحن على أبواب الشهر الفضيل. وبعد هذا فهو لا يستحق منّا إلا الدعاء بالتوفيق وطولة العمر.. آمين.