«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ليلة أمس كانت في وطننا ليلة ليست ككل الليالي؛ كانت مختلفة مفعمة بالبهجة والسعادة، وملايين واصلوا السهر حتى الصباح وهم يتابعون أخبار الأوامر الملكية عبر مختلف وسائل الإعلام، وخصوصًا مواقع الصحف الكبرى، وكذلك (السوشال ميديا)؛ فالأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - أمد الله في عمره - كانت كثيرة ومهمة وفاعلة في مسيرة الوطن التنموية المختلفة؛ فجاءت أوامره مواكبة لنهج الإصلاح لوطن الخير والعطاء، وحتى تواكب مختلف خطط وبرامج الدولة، وذلك من خلال رفدها بقدرات وطنية شابة؛ لذلك سعد الوطن ومواطنوه وهم يقرؤون هذه الأوامر التي هي وليدة قيادة حصيفة، تسعى دائمًا لخير الوطن ومواطنيه؛ فاختيار مجموعة من أصحاب السمو الملكي الأمراء الشباب ليكونوا وكلاء لأمراء المناطق كان وقعه كبيرًا؛ فهم - والحق يقال - جيل من الأمراء الذين يحملون درجات أكاديمية متميزة، وسوف ينعكس ذلك على أداء العمل والفعل في خدمة المناطق، كذلك أصحاب المعالي من الوزراء الجدد الذين جاءت أسماؤهم لتشير إلى مؤهلاتهم وخبراتهم؛ وهذا يعنى أنهم حازوا ثقة القيادة الحكيمة؛ وبالتالي فتح الوطن ومؤسساته الكبرى من وزارات ومؤسسات الأبواب واسعة لهم.. فأهلا بهم، وألف ألف مبروك للجميع من أمراء وأصحاب معالي بثقة المليك وقيادته الساعية دومًا لخير هذه الأرض الطيبة. لقد ازدحمت الرسائل النصية والواتسابية عبر مختلف التطبيقات حاملة بشرى الأوامر الملكية التي كان على رأسها إعادة صرف بدلات موظفي الدولة، وصرف راتبَي شهرَيْن للمرابطين، وتقديم الاختبارات. يا الله، كم كانت الفرحة عظيمة بهذا الأمر الذي سوف يساهم في رفد ميزانية كل موظف، اقتُطع منه بدل ما. وفرحة أحبابنا وإخوتنا المرابطين براتبَي الشهرين اللذين سوف يعززان القدرة المالية لكل مرابط في حدونا.
من هنا فليس ذلك غريبًا على قيادتنا التي بادلتنا منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- حبًّا بحب.. فلولا هذا الحب المتبادل لما سارت سفينة الوطن وسط أمواج الحياة بصخبها ومتاعبها وعواصفها متحدية التحديات كافة، ورافعة على ساريتها راية التوحيد. نعم، هذه الراية التي وحدتنا جميعًا على اختلاف طوائفنا ومذاهبنا وتعدُّد مناطقنا ومحافظاتنا.. فما أروع وطن تسوده المحبة، ويتنفس حبًّا وتعايشًا مع الآخر. وها نحن نعيش اليوم فرحة الأوامر الملكية الجديدة التي جددت الدماء في جسد الوطن؛ كونها أوامر وقرارات حاسمة، ستعطي - بإذن الله - الأداء الحكومي في مختلف أجهزة الدولة مزيدًا من الفعل والكفاءة والعطاء، وتحقق في الوقت ذاته ما ينشده الجميع من متطلبات الجودة والإخلاص بعيدًا عن الفساد والمحاباة؛ ليتعزز في عهد سلمان الخير والعزم والحسم؛ فهم وكل قيادي ومسؤول بمسؤولياته وعطاءاته في خدمة الوطن.. هذا الوطن الذي دائمًا يؤمن بالمثل والعمل المتكامل والإخلاص فيه والتمسك بقيم ومبادئ الدين من أجل خدمة الوطن والمواطن.
وفق الله الجميع.