د. سلطان بن راشد المطيري
الأوامر الملكية التي صدرت بالأمس حملت في طياتها البشرى والفرح والتباشير للشعب السعودي صغارا وكبارا ولا أكاد أذيع سرا أن هذا الفرح دخل كل البيوت بلا استثناء فلله الحمد من قبل ومن بعد.
خاصة الأمر الذي اختص بإعادة جميع البدلات والمكافآت إلى جميع موظفي الدولة إلى ما كانت عليه.
وكذلك الأمر الخاص بالراتبين لجنودنا الأبطال البواسل.
على حد الكرامة والبطولة والشهامة والفداء والعطاء:
هذان الأمران الملكيان الساميان وماتبعهما من أوامرملكية سامية أدخلت البهجة في بيوتاتنا لأنها حملت في طياتها رسائل كبرى لعل أهمها في نظري القاصر ثلاث رسائل وهي:
الأولى: أن الدولة- وفقها الله- تشعر بما يشعر بها مواطنوها وتشعر بهمومهم اليومية وأن ماحصل هو لوقت محدد ولظرف محدد زال وانتهى.
الثانية: أن الدولة اليوم قوية ماديا ومعنويا وعلى جميع الأصعدة والاتجاهات وهذه رسالة للداخل وللعالم من حولنا لم نتأثر بالحروب ولا يهمنا هبوط أسعار النفط بل الاقتصاد متماسك والدولة ولله الحمد قوية مترابطة.
الثالثة: أن الشعب في وجدان الملك والملك في وجدان الشعب، وهذا يوجب علينا أن نشعر الملك اليوم قبل الغد بمدى الفرح والسرور والسعادة والبهجة التي أدخلها في بيوتات الشعب السعودي من جنوبه لشماله ومن غربه لشرقه لم يستثن أحدا ولم يقصر في حق أحد.
وأن نبادل هذه القرارت الطيبة المباركة بالشكر والدعاء والحب والعرفان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فلكم استعبد الإنسان إحسان
والأهم من ذلك أن نظهر للعالم مدى اللحمة والتلاحم بين الحاكم والمحكوم وذلك من خلال نشر ثقافة طاعة ولاة الأمر في العسر واليسر طاعة بالمعروف الطاعة التي أقرها علماؤنا من السلف الصالح السابقين والمعاصرين أهل التقوى والعلم والدين كشيخ الاسلام ابن تيمية في الواسطية والحموية وغيرهما وكتلميذه ابن القيم والإمام العلم المجدد شيخ الإسلام عدلا وصدقا الإمام محمد بن عبدالوهاب في كتابه التوحيد وأئمة الدين والملة من المعاصرين كالشيخ الامام سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمهم الله وغيرهم الكثير الكثير.
وهذا من شأنه يقوي الجبهة الداخلية ويفوت الفرصة على أعدائنا في الخارج فرصة النيل من بلادنا ووحدتنا الوطنية.
لايشكر الله من لايشكر الناس بهذا صحت الآثار عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
فشكرا من القلب بعدد القلوب التي أفرحتها وأسعدتها.
شكرا على هذه الأوامر الطيبة المباركة التي نسأل الله أن تكون من صالح أعمالكم المتقبلة عند الله يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
نجدد البيعة ونجدد السمع والطاعة في المنشط والمكره وأثرة علينا.
وللأمام وأنت تبحر بسفينتنا السعودية ورايتها راية التوحيد خفاقة في الآفاق لتصل بها إلى بر الأمان تقودها لنهضة شاملة تسر بها الصديق المحب وتعمي بها عين الحسود الحاقد.
عين الله ترعاك ودعاء شعبك تحيط بك في وطن ينبض بالحب والتلاحم ليرسم لوحة رائعة بين الراعي والرعية في خضم بحر متلاطم من الفتن والإحن جنبنا الله ماظهر منها ومابطن والسعيد من وعظ بغيره.
وفقكم الله مولاي خادم الحرمين الشريفين وحببك لنا وحببنا إليك وحمى بلادنا وجنودنا على الحد الجنوبي من كل سوء ومكروه.