د. ناهد باشطح
فاصلة:
((العدل والجور لا ينجمان عن الطبيعة بل عن القانون))
-حكمة عالمية-
في نوفمبر 2014 م أعلنت «جيل ابرامسون» رئيسة التحرير التنفيذي السابقة في صحيفة «نيويورك تايمز» عن مشروعها الإعلامي الجديد الذي يعتمد كثيرا على الصحافيين المتعاونين وذلك عبر صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 23 ابريل 2017م.
«جيل ابرامسون» تعلم أن فرص الإبداع تزيد لدى الصحفي الذي لا يلتزم بدوام ومكتب وأنظمة بيروقراطية، وتقول رأيها منطلقة من واقع انخفاض توزيع الصحف الورقية وبالتالي انخفاض عدد الوظائف للصحافيين الملتزمين، بينما نجد من في وسطنا الإعلامي ينتقد الصحافيين المتعاونين بل ويهمش دورهم.
بدءا فليس كل المتعاونين في الصحافة سيئين وليس كل الذين هم مثبتين يقدمون الأفضل لديهم، الأداء المهني مرتبط بالمهارات الشخصية فالشخصية الكسولة ستمارس كسلها في أي موقع في مؤسستها والعكس صحيح الشخصية الإبداعية ستكون خلاقة أينما كان موقعها في المؤسسة، لكن هناك فارق مهم لا يشعر به أولئك الذين هم يحصلون على عقود رسمية وبدلات إضافية وهي أن المتعاون لا يتمتع بالأمان الوظيفي ولا يستطيع بأي خطاب تعريفي من مؤسسته أن يحصل على أي قرض من البنوك بسبب عبارة «هو متعاون».
كما أن المتعاون في الصحف وخاصة الصحفي يعطى تقديره المادي حسب كمية عمله وليس الكيفية وهو ما يسمى بنظام القطعة ويتم ذلك مع الكتاّب باستثناء ما يملكه رؤساء التحرير من صلاحية رفع مكافآت الكتّاب.
والمتعاون يمكن بسهولة سرق أفكاره ووقته وجهده ثم تضيع حقوقه إذا تهربت المؤسسة الصحفية من إعطائه حقوقه المادية.
لذلك على من يلقي باللوم على المتعاونين أن يتذكر بداياته قبل أن يحصل على عقد ينسيه إحباطات المتعاونين في بلاط صاحبة الجلالة.