إبراهيم بن سعد الماجد
قبلهما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: (اعتاد الناس في المملكة العربية السعودية على المجلس كما اعتاد القادة عليه أيضاً، والهدف هو إبقاء المواطنين والقادة قريبين بعضهم من بعض، وكما أعرف أيضاً من خبرتي الشخصية فإن بعض الناس يحضرون إلى المجلس حتى لو كانوا يعرفون سلفاً أن باستطاعتهم حل مشاكلهم عن طريق إدارات أخرى، لا لشيء إلا لأنهم اعتادوا على هذا الإجراء كما اعتاد عليه القادة أيضاً؛ حيث يتم التعبير عن نبض قلب المواطن ومشكلته في هذا اللقاء المفتوح المتاح لكل من يرغب في حضوره؛ لذا فإنني أعتقد على ضوء تجربتي الشخصية أن المجلس هو آلية اجتماعية مفيدة جداً) أ.هـ.
كانت هذه الكلمات من مقدمة كتبها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- لكتاب (المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في المملكة العربية السعودية)، لمؤلفه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم, هذا الكتاب المتميز في طرحه لموضوع هو غاية في الأهمية, كونه ينطلق من منطلقات شرعية راسخة هي سياسة هذه البلاد وقادتها منذ القدم.
المجالس المفتوحة لم تكن سياسة بقدر ما هي حالة اجتماعية ألفها شعب وقيادة هذا الوطن, منذ أن تأسست هذه الدولة, وأعني بمراحلها الثلاث, الدولة السعودية الأولى والثانية والحاضرة وهي دولة المجالس المفتوحة, فتاريخنا السياسي والاجتماعي جاء من تلك المجالس, فنحن نعرف توجهات القيادة والقيادة تعرف مطالبنا من خلال مجالس مفتوحة.
يقول الباحث (بيتر هوبدي) في كتابه (المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر): «إذا كان هناك نظام ديمقراطي حقيقي في العالم فإنه ذلك النظام القائم حالياً في المملكة العربية السعودية؛ ذلك أن الديمقراطية في نظرنا التي تسمح بالاتصال المباشر بين رأس الدولة وأصغر مواطن في تلك الدولة؛ إن أي فرد في المملكة يستطيع مقابلة الملك والتحدث معه» أ.هـ
في بادرة تدل على بعد نظر وشعور عظيم بالمسؤولية تجاه الوطن قيادة وشعب تبنت الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبإشراف مباشر من معالي الرئيس الشيخ عبدالرحمن السديس إعادة طبع كتاب (المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في المملكة العربية السعودية) لسمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل وكان التدشين في مكتب سموه بإمارة منطقة القصيم بحضور معالي الشيخ عبدالرحمن السديس الذي قال عن ذلك: إن ما احتوى هذا الكتاب من علم وافر وتاريخ عاطر، وموضوعات تهم كل باحث في تاريخ المملكة العربية السعودية، والأسس الدينية والحضارية التي قامت عليها، منذ عهد مؤسس دولتها الأولى الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، مروراً بموحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وأبنائه الملوك البررة -رحمهم الله-، ووصولاً للعهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، مشيداً بما تضمن هذا الكتاب من درر غالية ومسائل نظامية حكمية عالية خطّها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم، بطريقة أكاديمية مبدعه.
بادرة تُسجل لمعالي الشيخ عبدالرحمن السديس الذي قدم صورة جميلة عن المؤسسات الشرعية في هذه البلاد في كونها شريكاً أساسياً في تكوين الوعي المجتمعي تجاه المؤسسة السياسية, وما أحوجنا خاصة في هذا الوقت إلى تعاضد المؤسستين الشرعية والسياسية حماية للدين أولاً ولمكتسبات الوطن ثانياً.
تحية ملؤها التقدير غير المنتهي للأمير والشيخ الأنموذجين المتوافقين خداماً للدين والوطن.