كتب محمد العريان في صحيفة الجارديان: أن المملكة العربية السعودية استحوذت على اهتمام العالم بإعلان برنامج عمل طموح أطلق عليه اسم الرؤية 2030، يهدف إلى إصلاح هيكل اقتصاد المملكة، حيث إن من شأن هذه الخطة نقل المملكة من حالة الاعتماد الطويل الأمد على النفط، بتحويل مسار كيفية توليد العائدات وتغيير أساليب إدارة مواردها الضخمة، وهي مدعومة بخطط عمل تفصيلية، انطوى تنفيذ المراحل الأولية منها على تغييرات مؤسسية كبيرة.
وقال الكاتب: ورغم أن المحرك المباشر لإعادة الهيكلة الاقتصادية هو أثر الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية، فإنَّ المبررات المنطقية لهذه الإصلاحات كانت واضحة منذ فترة ليست بالقصيرة. ففي وقت كانت مبيعات النفط فيه تولد الجانب الأكبر من إيرادات الدولة، وكان القطاع الحكومي المسؤول الأول عن التوظيف، ظل المسؤولون السعوديون يشعرون بالقلق من أن افتقار المملكة للتنوع الاقتصادي يمكن أن يعرض أمنها المالي للخطر على المدى البعيد.
وأضاف العريان: فقد أدَّى انخفاض أسعار النفط إلى أكثر من النصف خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية إلى تغييرات كبيرة في آلية عمل سوق النفط. ومع النمو المتصاعد لمصادر الطاقة غير التقليدية - خصوصاً «ثورة النفط الصخري»، التي أدت إلى تضاعف الإنتاج الأمريكي إلى ما يقرب من 10 ملايين برميل يوميا في غضون أربع سنوات فقط - قل تأثير منظمة أوبك النفط بقيادة السعودية على أسعار السوق.