أبها - عبدالله الهاجري:
يهدف مشروع المدينة الترفيهية في منطقة القدية إلى تحقيق جملة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية، التي تصب في صالح الوطن والمواطن.
ومن أهم هذه الأهداف، اجتذاب المواطن للسياحة الداخلية، عبر توفير كل ما يحتاجه من خدمات ترفيهية وسياحية، لم ينعم بها من قبل، إضافة إلى توفير آلاف الوظائف الشاغرة داخل المدينة، بجانب اجتذاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، للاستثمار في المدينة الجديدة.
تحوّلت أنظار العالم إلى المملكة العربية السعودية، منذ الإعلان عن مشروع القدّية، المدينة الثقافية الترفيهية الرياضية الأكبر في العالم، التي ستحتل مساحة 334 كيلو مترًا مربّعًا.
وأتفق عدد من المهتمين بهذا الشأن من داخل وخارج المملكة، أنَّ ولي ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أطلق مشروع القدية الذي يعتبر المدينة الترفيهية الأكبر في العالم، وما هي إلا جزء بسيط من المشروع الأكبر في المملكة، وفق رؤية السعودية 2030، الذي سيحول عاصمة المملكة الرياض، إلى واحدة من أفضل 100 مدينة للحياة، فضلاً عن دوره في دعم الاقتصاد المحلّي، وخطّة فصل الاعتماد على النفط.
وأضاف الخبراء أنَّ «رؤية المملكة «2030» ستغير وجه السعودية، فضلاً عن ما تتجه إليه من فك الارتباط بعوائد النفط، فهي تبني مستقبل الشباب السعودي بطريقة مختلفة، وتوفّر لهم فرص العمل».
وسيكون الأثر المتوقع من مشروع القدية بتوفير قيمة اقتصادية بعشرات مليارات الريالات، وزيادة في نمو الناتج المحلي تتراوح بين3.5 % و4 %.
ويضم مشروع القدية 4 مجموعات رئيسية هي الترفيه ورياضة السيارات والرياضة والإسكان والضيافة، كما يوفر أيضا بيئات مثالية ومتنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق لتجربة برية ممتعة، بالإضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة، بالإضافة إلى إقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام، ومسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد، إلى جانب سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق المقدمة بأفضل المعايير والمواصفات العالمية الراقية والتي تتمتع بتصميم أنيق وفريد ليعطي مزيداً من الراحة والانسجام للزائرين.
كما يضم المشروع أيضا أشهر المطاعم والماركات العالمية للاستمتاع بأجمل أوقات التسوق وعالم من المغامرات، حيث يأتي المشروع لدعم وتنمية القطاعات الكبيرة والجديدة في المملكة والتي تحقق عائدات استثمارية هائلة، وقد توقع الأمير محمد بن سلمان أن يحقق مشروع القدية الكثير من المنافع الاقتصادية والاجتماعية للوصول إلى ما يحتاج إليه المجتمع من تقدم ورقي، كما يعتبر المشروع من أهم الوجهات الترفيهية التي تجذب العائلات والأصدقاء للاستمتاع بأجمل الأوقات ومن خلال توفير الأنشطة الرياضية والمسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية واكتشاف المواهب وتطوير المهارات، وفتح مجالات أوسع لمحبي الرحلات البرية، بالإضافة إلى هواة سباقات السيارات وممارسة هواياتهم المفضلة بأسلوب فريد ومميز.
وتسجل إحصاءات السياحة الخارجية للمواطنين السعوديين تنامياً في حجم الأموال التي أنفقت عاماً بعد آخر، إذ سجل الموسم السياحي 2015 ما يعادل 96.2 مليار ريال، بزيادة 26.9 مليار ريال (39 %) عن العام 2014، البالغ نحو 69.3 مليار ريال، وينتظر أن تصل قيمة ما أنفقه المواطنون في العام الماضي (2016) رسمياً ما قيمته 100 مليار ريال، بحسب تقدير مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وتوقع «ماس» أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي في المملكة من قطاع السياحة في عام 2020 إلى 118.8 مليار ريال، وأن يبلغ عدد الوظائف المباشرة في قطاع السياحة ما يقارب 1206 وظائف.
وبلغ حجم مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي السعودي نحو 80.1 مليار ريال عام 2015 بنسبة 2.9 %، فيما تعادل مساهمة قطاع السياحة 5 في المائة من القطاع غير النفطي، بيد أنه من المنتظر أن تتغير أرقام هذه الإحصاءات، مع بدء تنفيذ مشروع مدينة «القدية»، التي سيتم إنشاؤها على أحدث الطرازات السياحية الحديثة، لضمان مسايرتها ومواكبتها لما هو متبع في المدن الترفيهية والرياضية في دول العالم الأول.
وكان الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة قد أعلن عن إطلاق مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العام، والتي ستكون على أرض المملكة بمنطقة القدية جنوب غرب العاصمة الرياض، حيث تعتبر هي الأولى من نوعها في العالم وبمساحة تبلغ حوالي 334 كم مربعاً، وسوف يكون المستثمر الرئيسي لهذا المشروع هو صندوق الاستثمارات العامة، ويحمل هذا المشروع اسم مشروع « القدية» والمقرر وضع حجر الأساس له بداية عام 2018 وافتتاح المرحلة الأولى منه عام 2022 والذي يحقق للمملكة الكثير من الازدهار والتقدم والارتقاء بمستوى الخدمات بالرياض لتصبح من أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم.
مراحل مشروع القدية:
ينقسم مشروع القدية أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم إلى خمس مراحل هي كالتالي:
المرحلة الأولى وهي اختيار أرض غرب الرياض لا عوائد مالية لها.
المرحلة الثانية والتي تشمل ثلاث خطوات هي: تأسيس شركة تحت صندوق الاستثمارات العامة تضم الأرض، إنفاق 10 مليارات ريال لتجهيز البنية التحتية، نشاط اقتصادي للإنشاءات والمقاولات والإسمنت.
المرحلة الثالثة والتي تضم مرحلتين هما جذب القطاع الخاص لتطوير مختلف مرافق المشروع، ونشاط لمختلف القطاعات الاقتصادية.
المرحلة الرابعة وهي بدء التشغيل والحفاظ على حصة من إنفاق السعوديين على الترفيه.
المرحلة الخامسة: والتي تحتوي على ثلاثة أهداف هي أن تصبح قيمة المشروع عشرات مليارات الريالات، وانعكاس قوي على أصول صندوق الاستثمارات العامة، وتنويع إيرادات الصندوق بعيدا عن النفط والرسوم.
مميزات مشروع أكبر مدينة ترفيهية في العالم «مشروع القدية»
أوضح الأمير محمد بن سلمان أن هذه المدينة الترفيهية ستصبح من أهم المعالم الحضارية البارزة والتي تلبي احتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة، وهو المشروع الأكثر طموحا في المملكة والذي يدعم رؤية المملكة 2030 عن طريق ابتكار استثمارات نوعية ومتميزة داخل المملكة تصب في خدمة الوطن والمواطن والتي تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني ودفع مسيرة الاقتصاد وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب.
كما يعتبر المشروع أيضا دعما قويا وحافزا لجذب الزائرين لاعتباره عاصمة المغامرات المستقبلية، والذي يقدم من خلاله العديد من الأنشطة النوعية والتي تم اختيارها بعناية فائقة وقد صممت بأحدث المواصفات العالمية المطورة لتحقيق حياة صحية وإضفاء المزيد من الترفيه والبهجة والمرح، حيث من المتوقع أن يضم المشروع مدينة 6 فلاغز الترفيهية وهو من أهم عناصر الجذب لهذا المشروع.
ويلخص مشروع إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم، توجهات المملكة وآلية عملها خلال المرحلة المقبلة، لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية داخل المجتمع، وإيجاد مصادر جديدة للدخل، تقلص من ميزانية بقيمة 100 مليار ريال، ينفقها المواطنون حالياً على الترفيه في الخارج كل عام.
ويكشف المشروع عن خطط صندوق الاستثمارات العامة للتوسع في المشاريع المحلية ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية العالية، التي تفيد الوطن والمواطن، وتدر دخلاً كبيراً على خزينة الدولة، إلى جانب توفير عدد كبير من الوظائف الشاغرة للمواطن.
وتقع المدينة الجديدة، التي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، في منطقة «القِدِيّة» جنوب غرب العاصمة الرياض، وستكون الأولى من نوعها في العالم وستشتمل على منطقة سفاري كبرى.
وينتظر أن تصبح معلماً حضارياً بارزاً ومركزاً مهماً لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة.
وستعزز الاستثمارات في مشروع المدينة نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين، مما يدعم مكانة المملكة كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية.
وهذا المشروع «المدينة الترفيهية والرياضية» يؤكد جدية رؤية 2030 في إعادة صياغة الكثير من معالم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، ويبرز أيضا الجدوى من أهداف تلك الرؤية في البحث عن مصادر جديدة للدخل القومي، بعيداً عن دخل النفط، الذي أثبت أنه غير مأمون العواقب، بسبب عدم استقراره على سعر ثابت في الأسواق العالمية.
وترى الرؤية أن المملكة لديها قطاعات اقتصادية مهمة، تمثل مصادر دخل جديدة وكبيرة، ولكنها غير مستغلة بما فيه الكفاية، ومن أهم هذه القطاعات، القطاع السياحي، الذي عانى الكثير من الإهمال في العقود الماضية.
ووفق الرؤية فقد حان الوقت للاهتمام به عبر مشاريع نوعية ضخمة، تقنع المواطن بأن السياحة الداخلية، لا تقل متعة وجذبًا عن السياحة الخارجية.
وسيكون للقطاع الخاص دوره في تعزيز هذه الاستثمارات، عبر دراسة المشاريع المناسبة له، واتخاذ القرار بضخ الأموال في المشروع الجديد.
وكانت شركة «Six Flags» العالمية، أعلنت عن انطلاق محادثاتها مع السعودية، لبناء مجمّع ترفيهي، في إطار رؤية المملكة 2030، مشيرين إلى أنَّ «الشركة العالمية الكبرى، لن تتوقف عند مجمّع واحد في السعودية، بل ستبني 3 مدن ترفيهية، وفق ما صرّح به مديرها التنفيذي جيم ريد - أندرسون، تصل تكلفة الواحدة منها بين 300 مليون إلى 500 مليون دولار».
ويؤمن الصندوق بأن الفرص الاستثمارية في الداخل، لا تقل أهمية من فرص الخارج، بل قد تكون ذات عائد أكبر من مشاريع الخارج، اعتماداً على القدرة الشرائية العالية للمواطن.
يشار إلى أن هيئة الترفيه جزء من رؤية 2030، وتهدف لخلق وظائف للشباب السعوديين من الجنسين، بالإضافة إلى رفع مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي من 3 % إلى 6 %.
وتبلغ مساحة القدية ثلاثة أضعاف ديزني لاند ميامي و167 ضعف مساحة سيكس فلاغز.