«الجزيرة» - سالم اليامي:
أكد معالي الدكتور بندر بن محمد العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان، أن «رؤية المملكة 2030» تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة من منطلق قيم المملكة وثوابتها وتوظيف إمكانات البلاد وطاقاتها، والاستفادة من موقعها، وما تتميز به من ثروات وميزات، وهي في هذا السياق تعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان واتخاذ العديد من الإجراءات والتدابير لاحترام هذه الحقوق وحمايتها والوفاء بها، كالحق في الصحة، والحق في التعليم، والحق في العمل وحماية الأسرة وتمكين المرأة وتعزيز المشاركة في الحياة السياسية والعامة، وتكوين الجمعيات ودعمها، والحق في المشاركة الثقافية والفكرية والاجتماعية وغيرها من الحقوق. وقال الدكتور العيبان لـ»الجزيرة»: «إن الرؤية أشارت إلى الحرص على سعادة المواطنين والمقيمين من خلال الاهتمام بصحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وبناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة».
رؤية المملكة 2030 محورها الإنسان
ذكر الدكتور العيبان أن رؤية 2030 رؤية واعدة وطموحة، وقد خطت المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خطوات رائدة نحو تحقيق التنمية المستدامة التي تجعل من الإنسان محورها الأساس، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على تعزيز وحماية حقوق الإنسان والسعي لتحقيق مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن.
وأضاف: تضمنت خطة التنمية العاشرة التي تغطي المدة من عام 2015- 2019م أهدافاً إستراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحقوق الإنسان، وقد أشار خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة إلى أنه يثق بأبناء وبنات هذا الوطن وأنهم قادرون على فهم ومواجهة التحدي، وقادرون - بحول الله - على صناعة تجربة اقتصادية أساسها الجودة والتميّز، وأكد ولي ولي العهد أن أهم ثروات الوطن شعب طموح معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها - بعون الله -، وأنه بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، وبسواعد أبنائها سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد.
برنامج التحول الوطني
ويقول الدكتور العيبان «إن برنامج التحول الوطني أنشئ على مستوى 24 جهة حكومية قائمة على القطاعات الاقتصادية والتنموية في العام الأول للبرنامج، حيث يحتوي البرنامج على أهداف إستراتيجية مرتبطة بمستهدفات مرحلية إلى العام 2020م، وتضمن برنامج التحول الوطني العديد من المبادرات ذات العلاقة بحقوق الإنسان بما فيها حقوق الأطفال، ومنها تطوير برامج حضانات ورعاية الأطفال والتوسع في خدماتها لتشمل جميع مناطق المملكة».
وذكر أنه من الأهداف التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها، زيادة نسبة الأطفال الملتحقين برياض الأطفال، وكذلك زيادة عدد الطلاب المستفيدين من برامج الإعاقة، كما يهدف البرنامج إلى زيادة نسبة الطلاب المشاركين في الأنشطة اللاصفية خارج اليوم الدراسي.
ومن المبادرات كذلك تحسين جودة الخدمات الصحية بشقيها الوقائي والعلاجي وتحسين تكامل واستمرارية الرعاية المقدمة عن طريق تطوير الرعاية الصحية الأولية والارتقاء بجودة الحياة في المدن السعودية.
وأود أن أشير إلى مبادرة تمكين المرأة واستثمار طاقاتها والمساهمة في تحقيق أمن غذائي شامل مستدام في المملكة وإيجاد منظومة متكاملة للحماية الأسرية، وتوفير فرص عمل لائقة للمواطنين، ورفع المستوى المهارى للسعوديين بما يتلاءم مع احتياجات سوق العمل.
رؤية2030 تمكن المواطن من المشاركة العامة وخدمة المجتمع
ويوضح رئيس هيئة حقول الإنسان أن رؤية السعودية 2030 لم تغفل جانباً مهماً من جوانب تطوير المملكة، وهو جانب العمل التطوعي، حيث تطمح السعودية من خلال رؤيتها 2030 إلى تطوير مجال العمل التطوعي، ورفع عدد المتطوعين من 11 ألفاً فقط إلى مليون متطوع قبل نهاية عام 2030، وفي هذا الصدد ينبغي توعية طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة بحكم أنهم الشريحة المستهدفة تقريباً لتحقيق رؤية 2030 بأهمية العمل التطوعي في تطوير المجتمع، وتحقيق أهداف رؤية وطننا، مع عدم الاكتفاء بالأعمال التطوعية التقليدية كمساعدة الفقراء ورعاية الأيتام وزيارة المسنين، بل استحداث برامج تطوعية مهمة، مثل برامج تطوعية لدعم المخترعين، والمتفوقين دراسياً، واستحداث وظائف للعاطلين، وغيرها من البرامج التطوعية التي يجب أن نستحدثها حسب احتياجات مجتمعنا، بعيداً عن التقليدية التي تقتل روح العمل التطوعي.
يذكر أن انتخاب المملكة لفترة رابعة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يؤكد ما تبذله من جهود في ترسيخ العدل والمساواة وحماية وتعزيز حقوق الإنسان على الصعيدين المحلي والدولي، كما يبرز ثبات مواقفها ودورها الحضاري تجاه قضايا حقوق الإنسان العادلة في العالم، ورفع الظلم ووقف الانتهاكات، خاصة في ظل الأحداث الإقليمية والدولية وما يصاحبها من أحداث جسام.