أولت رؤية المملكة 2030 البنية التحتية الرقمية اهتماماً باعتبارها مُمكّنًا أساسيًا لبناء أنشطة صناعية متطورة، ولجذب المستثمرين، ولتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني. ومن البديهي أن تتغير حياة الناس نحو الأفضل من خلال تحقيق إنجازات مهمة في المجالات البحثية مثل الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والعمل على ابتكار سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وبناء الجيل القادم من المواد التي تجعل المنتجات الاستهلاكية أكثر خفة وقوة، والمحافظة على موارد المياه. ونحن في أرامكو السعودية نعمل لجعل هذه الأفكار حقيقة واقعة.
وبطبيعة الحال فإنَّ هذه الأهداف التقنية تتجاوز قدرات أفضل المختبرات البحثية والجهات التي تسهم في الصناعة. ولهذا السبب تبنينا نموذج الشبكة المفتوحة للابتكار الذي يجمع الموهبة إلى القدرات والأفكار من أنحاء العالم من خلال تحالفات بحثية استراتيجية ومراكز ومكاتب بحثية عالمية.
إن مواصلة الاستثمار في التقنيات، ولا سيما في مناخ الأعمال الحالي الحافل بالتحديات، تُعَدّ عامل تمكين رئيس يتيح للشركة الجمع بين المرونة والقوة وتحقيق هدفها الاستراتيجي في أن نصبح أبرز شركة طاقة وكيميائيات في العالم.
ولتحقيق هذا الهدف، فإننا نواصل دعمنا لثقافة الابتكار والتبادل المعرفي، كما نسعى من خلال الاستثمار في التقنيات الجديدة إلى رفع الكفاءة التشغيلية وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وإيجاد المزيد من الفرص الاقتصادية لمواطني المملكة.
كما أننا نسعى لاكتساب ميزة تنافسية من خلال تبني مجموعة متوازنة من الخيارات التقنية التي تجمع بين الجدوى الفنية والتجارية وتسهم في تحقيق غايتنا المتمثلة في إيجاد أكبر قدر من القيمة من الموارد الهيدروكربونية للمملكة. وفي إطار جهودنا الشاملة للتعامل مع ظاهرة التغير المناخي على نطاق عالمي، ويعد التناغم الذي أوجدناه بين إدارات ومراكز البحث وتطوير التقنيات العائدة لنا من جهة وأعمالنا في مجالات التنقيب والإنتاج والتكرير والمعالجة والتسويق من جهة أخرى ضمانة للتركيز على تطوير تقنيات منافسة عالميًا وإيجاد مجموعة تقنيات تحقق القيمة المضافة في جميع أعمالنا وتدعم بناء مجتمع حيوي قائم على المعرفة في المملكة.
ويسهم التعاون مع مراكز التميّز التقني المحلية والعالمية في تعزيز قدراتنا البحثية داخل الشركة، حيث تعاونت الشركة داخل المملكة مع الجامعات البحثية
وعلى الصعيد الدولي، أسسنا تحالفات ناجحة في مجال الأبحاث والتعليم مع جامعات تقنية ذات شهرة عالمية،
وتستقطب شبكة الأبحاث العالمية العائدة للشركة - بفضل مواقعها الاستراتيجية في المراكز التقنية في أسواق الطاقة الرئيسة - أفضل الباحثين الراغبين في تحقيق أفضل الإنجازات في حياتهم المهنية، وتوفر لهم بيئة مشجعة للابتكار، تؤكِّد عزمنا على تحقيق الريادة العالمية في التقنيات ذات الصلة بالطاقة. وقد أعطى هذا النهج الذي نتبعه ثماره بصورة مطردة، فعلى سبيل المثال، حصلت الشركة خلال عام 2015 على عدد قياسي من براءات الاختراع بلغ 123 براءة اختراع من مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي،
أبرز نقاط التقنية
يؤدي السعي لتحقيق التغييرات الشاملة عموماً إلى تحقيق فوائد أوسع نطاقًا، مثل إقامة مشروعات لتصنيع المعدات الخاصة بالتقنيات الجديدة وصيانتها، وإلهام جيل جديد من العلماء والباحثين السعوديين، وإقامة قطاع طاقة سعودي قادر على المنافسة عالميًا.
التنقيب والإنتاج
تركز الشركة على المجالات الرئيسة في التنقيب والحفر والإنتاج بهدف زيادة احتياطيات المملكة من المواد الهيدروكربونية وتحسين معدلات استخلاص النفط من المكامن الرئيسة بتكلفة أقل وبدرجة أعلى من الموثوقية، ومن بين التطورات التقنية التي تمت في مجال التنقيب والإنتاج في عام 2015 ما يلي:
* نجح نظام المحاكاة غيغاباورز العائد للشركة في اختبار نموذج مكون من 1.2 بليون خلية معلومات، وسيساعد هذا النموذج، الذي يُعدُّ أحد أكبر نماذج المحاكاة الواقعية للحقول في الصناعة النفطية، على تقييم استراتيجيات الإنتاج المرتبطة بمكامن خف في حقل الغوار. كما أن الشركة قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير الجيل القادم من نظام غيغاباورز من خلال استخدام كمبيوتر فائق القدرة يحمل اسم «مكمن - 2»، وإلى جانب الحواسيب الأخرى فائقة القدرة في مركز كمبيوتر التنقيب وهندسة البترول، سيتيح لنا «مكمن - 2» إمكانية إنشاء نماذج محاكاة تتكون من عدة بلايين من الخلايا المعلوماتية، مما يزيد من قدرتنا على إدارة المكامن لمصلحة الأجيال القادمة.
* يمكن أن تعزز تقنية تحريك النفط الخام الثقيل استخلاص أنواع النفط الخام الثقيل، مما يزيد من احتياطيات النفط القابل للاستخلاص، وتُقيِّم الشركة في هذا الصدد إمكانات تقنيات الاستخلاص المعزز كيميائيًا وحراريًا للنفط.
* يمكن أن يؤدي الغمر بما يُعرف بالماء الذكي إلى زيادة معدل استخلاص النفط من مكامن الصخور الجيرية بنسبة تتراوح بين 4 في المئة و8 في المئة. وقد نفذنا مشروعات تجريبيةً في خريص وشمال العثمانية، وحفرنا آبارًا تجريبية، وقمنا بتركيب أجهزة للرصد والمراقبة لجمع بيانات خصائص الآبار، كما أنجزنا أعمال الهندسة والتصميم التفصيلي لأهم المرافق السطحية في هذا الصدد.
* أجري اختبار ناجح لسائل تكسير جديد مشتق من مياه البحر تم تطويره داخل الشركة في عملية تكسير بالسوائل الحمضية في الحقل،
* بدأ مشروعنا التجريبي الأول لفصل ثاني أكسيد الكربون وحقنه في باطن الأرض لتعزيز استخلاص النفط في منطقة شمال العثمانية في حقل الغوار في يوليو عام 2015،
* أنجزت الشركة نموذجًا أوليًا لمضختها الكهربائية الغاطسة الجديدة التي يتم تركيبها عن طريق الكابلات. وهي مضخة يمكن تركيبها واسترجاعها في يوم واحد دون الحاجة إلى جهاز حفر خاص بصيانة الآبار، فقد أجرينا دراسة على مكونات مخلفات النخل لتحديد مدى فاعليتها في سدّ مسام التكوينات الصخرية أثناء حفر آبار النفط والغاز، وتعاون مهندسو سوائل الحفر في هذا الصدد مع الجهات المعنية في منطقة الأحساء في المنطقة الشرقية، وأظهرت اختبارات تقييم الأداء نتائج إيجابية، ومن المقرر إنجاز الاختبار النهائي في أوائل عام 2016.
* قدمت الشركة طلبًا للحصول على براءة اختراع لتقنية الأسمنت عالي الكثافة التي تحقق عزلًا أفضل لثقوب آبار الغاز عالية الضغط. وتقلل هذه التقنية من هجرة الغاز في الآبار العميقة، كما تسهم في الاستغناء عن أعمال ذات تكلفة مرتفعة تتم لمعالجة هذه المشكلة. وقد أجرينا 10 اختبارات ميدانية ونعتزم حقن التركيبة الجديدة من الأسمنت في 25 بئرًا في حقل الخرسانية.
تقنيات التكرير والمعالجة والتسويق
في مجالات التكرير والمعالجة والتسويق، تركز أرامكو السعودية على توقع احتياجات العملاء من المنتجات المكررة والكيميائيات وتطوِّر تقنيات تضمن لها الوفاء بالطموحات المتنامية للأطراف المعنية بأعمالها ومشروعاتها. ومن هذا المنطلق، واصلت الشركة خلال عام 2015 السعي لاكتشاف تقنيات جديدة تمثل إنجازات رائدة في مجالات التكرير والمعالجة والتسويق.
* أجرت الشركة تقييمًا لوسيط كيميائي جديد يحمل اسم «كان - 15» تمّ تطويره في مصفاة الرياض بهدف تحسين الأداء في معالجة النفط الثقيل الخالي من المعادن (أي الذي أزيلت منه المعادن الثقيلة كالفاناديوم). وقد أدَّى استخدام هذا الوسيط الكيميائي إلى زيادة إنتاج المقطرات ومن ثم تحقيق المزيد من القيمة.
* تهدف تقنية الشركة غير التقليدية لتحسين نوعية النفط الخام باستخدام الماء الفائق الحرارة والضغط لتحقيق زيادة درجة الكثافة النوعية للنفط، ومن ثم رفع قيمته للإنتاج التجاري.
* واصلت الشركة تطوير تقنية لتحويل النفط الخفيف إلى كيميائيات، وأسفرت جهودها عن تحسينات كبيرة في حجم إنتاج الإثيلين والبروبيلين. وتعاون فريق أرامكو السعودية المعني بهذا المشروع مع شركة تقنيات وجامعة في الولايات المتحدة لتصميم وبناء وتشغيل معمل تجريبي متكامل لإنتاج الإثيلين لإثبات جدوى هذه التقنية الرائدة التي تنطوي على إمكانية كبيرة لرفع قيمة قاعدة مواردنا من النفط الخام.
* توفر تقنية «سوبربيوتول» المملوكة للشركة طريقة معالجة من خطوة واحدة لرفع قيمة إنتاج مركبات البيوتان المختلطة. وتنتج هذه التقنية مادة أقل تلويثًا للبيئة يمكن إضافتها للبنزين لرفع رقم الأوكتان. * استفادت الشركة من شراكتها مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية لدراسة استخدام الأغشية الخزفية للمعالجة المسبقة للمياه المُنتَجة من حقول النفط والغاز قبل تحليتها، ووضع إرشادات تحكم اختيار الأغشية. وأثبتت الفحوص المختبرية جدوى استخدام الأغشية الخزفية لتوفير طريقة موثوقة واقتصادية وآمنة بيئيًا لمعالجة تلك المياه. وقام مركز البحوث والتطوير التابع للشركة بإعداد تصميم أولي لاستخدام التقطير الغشائي لتحلية هذه المياه في معامل فرز الغاز من النفط. وتتواصل الأبحاث لتطوير هذه الأساليب بهدف معالجة المياه المنتجة مع النفط والغاز في أماكن إنتاجها في مرافق الشركة الإنتاجية، مما يساعد على المحافظة على موارد المملكة من المياه العذبة.
* ابتكرت الشركة نظامًا لإزالة الماء من صهاريج النفط الخام يستخدم الموجات الصوتية ويتيح التحكم في تصريف المياه من صهاريج نزح المياه في الوقت المناسب. وتم تركيب نظام تجريبي أولي في خزان للنفط الخام في مصفاة الرياض في عام 2009، وحصل هذا النظام على براءة اختراع في عام 2015.
التقنيات الاستراتيجية
كان التعامل مع غازات الاحتباس الحراري، وأنواع الوقود الأقل تلويثًا للبيئة، والمحركات الأعلى كفاءة ضمن مجالات التركيز الرئيسة لأبحاثنا خلال عام 2015، وذلك تماشيًا مع أهدافنا المتمثلة في إحداث تحسن كبير في كفاءة استهلاك الوقود، وخفض الانبعاثات، وجميعها تعدّ فوائد ذات أثر على المستوى الدولي.
* واصلت الشركة دراسة الحلول التي تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من وسائل النقل، حيث تشمل تقنية إدارة الكربون التي تمتلكها الشركة نظامًا منخفض التكلفة لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون يتم تركيبه في السيارات ويمكنه استخلاص 25 في المئة من ثاني أكسيد الكربون من عوادمها، وتهدف الشركة إلى رفع هذه النسبة إلى 60 في المئة.
* أجرت الشركة، في مرفق مراجل حرارية بطاقة 15 ميغاواط في الولايات المتحدة، اختبارًا ناجحًا للحرق الأوكسجيني للمخلفات الثقيلة باستخدام الأكسجين النقي والهواء المخصب، وأظهرت نتائج الاختبار زيادة قابلية الوقود للاحتراق وانخفاض انبعاثات أكسيد النيتروز بنسبة 50 في المئة،
* واصلت الشركة جهودها البحثية التي تركز على التقنيات المطلوبة لتطوير أنظمة وقود ومحركات متطورة تستخدم البنزين والديزل، حيث يتمثل هدفنا في تعزيز تطوير واستخدام أنظمة محركات وقود تعتمد على النفط وتتسم بالكفاءة والاقتصاد في التكاليف. كما يتمثل هذا الهدف - في الوقت نفسه - في مواجهة التحديات على الصعيد العالمي فيما يتعلق بالطلب على الطاقة وعلاقة ذلك بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وقد تمكنت الشركة من إثبات تحقق عدد من الفوائد في مجال كفاءة استهلاك الوقود عند استخدام أنواع البنزين ذات رقم الأوكتان المنخفض في محركات المركبات الثقيلة والخفيفة.
* تُعَدّ مواد تنظيف الوقود المستخدمة لرفع كفاءة استهلاك الوقود إحدى الوسائل الجاري دراستها للمساعدة في الحدِّ من الاستهلاك المحلي من وقود السيارات. وقد أظهرت نتائج التجارب على السيارات إمكانية تحقيق وفورات سنوية في استهلاك الوقود تزيد على 5.6 مليون برميل من الديزل وأكثر من 3 ملايين برميل من البنزين على مستوى المملكة. وتقوم الشركة بتجربة مادتين من هذه المواد في مستودعي منتجات بترولية تابعين لها،
شبكة الأبحاث العالمية
تعكس الشبكة البحثية التي أقامتها الشركة قناعتها بأهمية الاستثمار في تطوير التقنيات لتزويد العالم بإمدادات موثوقة ومستدامة من الطاقة بأسعار معقولة، مع الحد في الوقت نفسه من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتشمل هذه الشبكة مركز أبحاث داخل المملكة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وخمسة مراكز أبحاث دولية (في بكين وبوسطن وديترويت وهيوستن وباريس)، وثلاثة مكاتب تقنية (في أبردين ودايجون ودلفت)، وكلها تعمل بالتنسيق مع مركز البحوث والتطوير ومركز الأبحاث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول في الظهران.
وقد حققت شبكة الأبحاث العائدة للشركة إنجازين كبيرين في عام 2015 على النحو التالي:
* دخل مركز الأبحاث في بكين حيز التشغيل وبلغ عدد العاملين فيه بنهاية العام 42 موظفًا. ويجري المركز أبحاثًا على تقنيات تحسين معدلات استخلاص النفط باستخدام المواد الكيميائية والتصوير السيزمي المتطور تشمل اكتشاف الصدوع آليًا وتحسين نوعية البيانات من خلال التحسين الفائق لدقة الصور. وتحقق نتائج أبحاثنا في هذا المجال وفورات فعلية في التكلفة وتحسينات في مجالي التنقيب وإدارة المكامن. كما يجري هذا المركز تقييمًا للتوسع في الأنشطة البحثية لتشمل مجالات في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق منها - على سبيل المثال - كفاءة استهلاك الطاقة في قطاع النقل، وإدارة غازات الاحتباس الحراري، والأنظمة المتطورة للتحكم والطاقة، والروبوتات، وعلم المواد، وتقنية الجسيمات متناهية الصغر (النانو)، والحوسبة المتقدمة.
* في شهر نوفمبر افتتحت الشركة مركز أبحاث أرامكو في مدينة ديترويت، الذي تبلغ مساحته 4645 مترًا مربعاً ويضم أربعة مختبرات بحثية للوقود وقياس قدرة المحركات، إلى جانب مختبر سيارات مزود بغرفة تتيح التحكم في بيئة الاختبارات.
الأوساط الأكاديمية والتعاون الصناعي
يتيح التعاون مع الجامعات العالمية والأطراف الرائدة في الصناعة، على الصعيدين المحلي والدولي، فرصًا لتطوير وامتلاك التقنيات الجديدة، وإكساب موظفينا معارف ومهارات جديدة، وتوظيف أفضل الكفاءات، والمساعدة على تعزيز القدرات البحثية لجامعات المملكة في المجالات التي تتماشى مع أهداف أعمالنا. فعلى سبيل المثال، وقعت الشركة في عام 2015 مذكرة تفاهم مع جامعة الدمام لتعزيز إمكاناتها في مجال التعليم والأبحاث والتنمية الاقتصادية.
كما ركزت جهودنا المشتركة مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية على النهوض بالأبحاث في المجالات المرتبطة بالتكرير والمعالجة والتسويق، مثل تقنية الوقود والمحركات الأكثر كفاءة في حرق الوقود، بالإضافة إلى آخر التطورات في تقنيات المعلومات وعلوم المواد وتقنية الجسيمات فائقة الصغر (النانو) والروبوت والمواد المستخدمة في معدات الطاقة الشمسية. ويجري تطوير مركز أبحاث وتطوير جديد تابع لأرامكو السعودية على مساحة 15300 متر مربع داخل حرم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، سيعمل فيه عند البدء في مرحلة التشغيل الكامل 139 موظفًا بدوام كامل من الباحثين وموظفي المساندة، حيث سيجرون أبحاثًا في مجالات إدارة الكربون، والنمذجة الحاسوبية، وتكامل شبكات النفط والغاز، وحماية البيئة. وإلى جانب علمائنا ومهندسينا الثلاثة والعشرين العاملين حالياً بدوام كامل في إجراء أبحاث في هذه الجامعة، تقدم الشركة رعاية لموظفيها للحصول على شهادات عليا في الجامعة وتوظف خريجيها، مما يسهم في إيجاد رافد للكفاءات والمواهب يدفع عجلة الابتكار في الشركة على وجه الخصوص، وعجلة الصناعة بوجه عام.
أما الأبحاث التي تنفذ في إطار علاقاتنا المتعددة مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي يوجد مقرها بجوار المقر الرئيس للشركة، فتشمل مجالات التنقيب والإنتاج والتكرير والمعالجة والتسويق. وتركز هذه الأبحاث على الاستخلاص المعزز للنفط، ووضع التوقعات الخاصة بجودة المكامن، والخصائص السيزمية للطبقات القريبة من السطح، وتحسين أعمال الحفر، ومعالجة الغاز منخفض الجودة، واستخلاص ثاني أكسيد الكربون والاستفادة منه، وتحويل أنواع النفط الخام الثقيل إلى أنواع أخف وأعلى قيمة.
الاستثمار في الطاقة
لا يقتصر التزامنا الاستثمار في الابتكار على حدود شبكتنا البحثية العالمية والتعاون مع الجامعات فحسب، بل تقوم شركة أرامكو السعودية لمشروعات الطاقة، وهي شركة تابعة لأرامكو السعودية تدخل في فئة شركات رأس المال الجريء، بالاستثمار أيضاً في شركات التقنية الناشئة سريعة النمو القادرة على تعظيم قيمة قاعدة موارد الشركة واستحداث صناعات جديدة وتحفيز توفير فرص العمل. وفي عام 2015 تمكنت شركة أرامكو السعودية لمشروعات الطاقة من إنجاز أربعة استثمارات في شركات متخصصة في خدمات الحفر، وتقنيات الآبار، وأجهزة قياس الضوء الطيفي، وتقنيات البناء.
ويمثل استثمارنا في شركة نوفومر، وهي شركة تقنيات مقرها الولايات المتحدة تستخدم ثاني أكسيد الكربون كلقيم لإنتاج بوليمرات ومواد كيميائية اقتصادية عالية الأداء غير ضارة بالبيئة، خطوة بارزة ضمن مسيرتنا نحو تحقيق المزيد من التنويع في قطاع الصناعات التحويلية.
برنامج الوقود والاحتراق في المحركات المتطورة (فيولكوم)
ونحن في أرامكو السعودية نسعى لتعزيز الكفاءة والأداء البيئي لمختلف أنواع الوقود المشتقة من النفط لضمان تمتع الأجيال القادمة بفوائد اقتصادية تتمثل في إمدادات مستدامة من البترول وفي الوقت نفسه حماية البيئة الطبيعية.
والسؤال هو: ما هو الوقود الذي سيستخدم في محركات الغد؟ لا تزال الإجابة عن هذا السؤال قيد الدراسة والبحث من جانب شبكة المراكز البحثية العالمية التابعة للشركة من خلال المبادرة المعروفة اختصارًا باسم (فيولكوم)، أي الوقود والاحتراق في المحركات المتطورة. ويتناول برنامج فيولكوم الجوانب الأساس من عملية احتراق الوقود المشتق من المواد الهيدروكربونية في المحركات العاملة بالحركة الترددية أو المكابس، والهدف من ذلك هو تركيب أنواع وقود مشتقة من النفط تناسب الجيل القادم من محركات الاحتراق ذات الكفاءة العالية والانبعاثات المنخفضة. وتشمل التقنيات التي تخضع للدراسة والبحث نظام محرك ووقود جديد يمكنه تحقيق مستويات كفاءة مماثلة للديزل في محركات البنزين، لكن بمستوى أقل بكثير من الانبعاثات، مع زيادة في عدد الأميال المقطوعة بنفس كمية الوقود.
التحالفات المحلية
تدعم الشركة علاقات التعاون من خلال توسعة نطاق «شبكة الابتكار المفتوحة» التي توفر مصادر من مختلف أنحاء العالم للحصول على الباحثين والخبرات العلمية في تخصصات متعددة، حيث سيعمل هذا التحالف من خلال شراكتنا فيه على تعزيز قدراتنا للوفاء بالالتزام الذي قطعناه على أنفسنا بالمحافظة على استدامة ثروات المملكة ومواردها، كما سيسهم في دفع عجلة النمو في الاقتصاد المحلي ويساعد في تعزيز فرص النمو للشركات السعودية وتوفير فرص العمل للمواطنين. ولمزيدٍ من تعزيز روح الابتكار في المملكة، تشارك أرامكو السعودية في اتفاقية التحالف السعودي للبحوث المتقدمة، وهو تحالف تأسس بهدف تشجيع الاستغلال التجاري للملكيات الفكرية وتطوير التقنيات. وتتضمن مشاركتنا في هذه المبادرة توفير تمويل المشروعات وتقديم مشروعات التقنيات التي يمكن تطويرها للكيان التجاري المنبثق عن هذه الاتفاقية وهو شركة تطوير منتجات الأبحاث، التي هي عبارة عن شراكة مع جهات حكومية وأكاديمية وبحثية. وترى أرامكو السعودية أن مؤسسات مثل شركة تطوير منتجات الأبحاث من شأنها أن تجمع الأطراف تحت مظلة واحدة وتساعد في تحويل أفكارهم إلى منتجات فعلية، بما يحقق التنمية الاقتصادية المستدامة والمساعدة في دفع عجلة النمو في قطاع البحث والتطوير المحلي.
وقد تم خلال عام 2015 تحديد أربعة مشروعات بحثية لأغراض الاستغلال التجاري، وتم إجراء تقييمات للسوق وإعداد اقتراحات للتطوير المرحلي للمشروعات بالتنسيق مع هذه الشركة. ومن خلال ما ننفقه من استثمارات في مجموعة كبيرة من المبادرات والتحالفات البحثية وما نقدِّمه من دعم لها، سواء داخل المملكة أو خارجها، فإننا نؤكد التزامنا بأن تصبح أرامكو السعودية شركة رائدة عالميًا في مجال تطوير التقنيات ذات الصلة بالطاقة ودعم عملية بناء الاقتصاد القائم على المعرفة في المملكة.