أحمد المغلوث
عندما اختار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ابنه الأمير الشاب محمد بن سلمان ليكون وليًّا لوي العهد ووزيرًا للدفاع حبس البعض من المواطنين أنفاسهم من فرط الدهشة وحتى الذهول؛ فقد كانت المسؤوليات التي مُنحت له جليلة وعظيمة، والقرار جريئًا حقًّا، لكن تراكض ملايين المواطنين لمبايعته مع أن بعضهم كان في شك وريبة من قدرة الأمير الشاب على القيام بحمل هذه المسؤوليات الجسام.. لكن - وكما قال الكاتب والصحفي الأمريكي في الواشنطن بوست «ديفيد إيغاتيوس» - كيف أن الأمير الشاب بعد عامين فقط يقف على ثقة عالية في دولة محافظة مناضلاً عن حملته كمحفز للتغيير في المملكة النفطية المحافظة مجدولاً أعماله للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. ويضيف الكاتب ديفيد: «لقد قام الأمير الشاب بتوضيح خططه في لقاء بمكتبه، استمر تسعين دقيقة في مساء يوم الثلاثاء، وقد قال له مساعدوه إن هذه كانت هي المقابلة الأولى المطولة له منذ أشهر».
وتحدث الأمير بشكل تفصيلي حول مواضيع عدة، مثل السياسة الخارجية وخطط خصخصة الشركة العملاقة في مجال النفط «أرامكو السعودية»، واستراتيجية الاستثمار في الصناعة المحلية، وتنمية قطاع الترفيه على الرغم من معارضة البعض.
هذا، وأشار الكاتب ديفيد إلى العديد من المواضيع التي تحدث فيها الأمير محمد بن سلمان: سياسية واقتصادية وسياحية وثقافية وترفيهية، وجوانب أخرى مختلفة. والقارئ لمختلف ما جاء في حديث سموه - حفظه الله - يكتشف فيها تلك البذور المختلفة التي بذرها سموه مع مساعديه ومستشاريه كافة منذ اللحظات الأولى لتسلمه مسؤولياته الجمة. بذور التغيير والنمو في أرض الوطن المبارك؛ لتثمر في الحاضر والمستقبل. وكما هو معروف، فإن عامين لا يمكن أن يكونا كافيَين لنشاهد ثمار التغيير الطموحة، لكننا - والحق يقال - بتنا نرى إشارات وإضاءات هنا وهناك كافية لنهضة عظيمة وخير عميم، يتطلع إليه الجميع. والواقع أن التغيير الذي ينشده الوطن، ويسعى لتحقيقه أميرنا الشاب المحبوب، من أجله كانت (رؤية المملكة 2030) وما تزخر به من خطط وبرامج إصلاحية، سياسية واقتصادية واجتماعية واقتصادية.. إلخ. فلا عجب بعد هذا أن يشعر كل من يقرأ حديث سموه للسيد ديفيد بتفاؤل كبير بأن مساعي سمو أميرنا الشاب وبرامجه وخططه في مجال التغيير والنهضة والتطوير لوطننا، والسير به حثيثًا إلى الأمام، سوف تؤتي ثمارها، وهو يزيل من أمامه كل العقبات والمعوقات وحتى التحديات التي تواجه الوطن في الداخل والخارج. والجميل أن التغيير في وطننا ليست نتائجه وخيراته مقصورة على وطننا وحده؛ فخير وطننا يستفيد منه الأشقاء وحتى الأصدقاء، وذلك من خلال مئات الاستثمارات الكبرى التي تنفذها شركات شقيقة وصديقة، إضافة إلى ملايين من الأيدي العاملة الأجنبية التي تعمل في الوطن، وهي تنتمي لمختلف دول العالم، وتساهم بتحويلاتها الشهرية في تنمية أسرها.
وأخيرًا، هذا التغيير الذي يقوده أميرنا محمد بن سلمان بعث في نفوس الشباب وحتى الكبار من أبناء الوطن ثقته بنفسه وبقادته وبمجتمعه.. ولنردد ما قاله سموه: «أنا شاب، وسبعون في المئة من مواطنينا هم من الشباب. نحن لا نريد أن نضيع حياتنا في هذه الدوامة التي كنا فيها طوال الـ30 سنة الماضية بسبب الثورة الخمينية، التي سببت التطرف والإرهاب. نحن نريد أن ننهي هذه الحقبة الآن. نحن نريد - كما يريد الشعب السعودي - الاستمتاع بالأيام القادمة، والتركيز على تطوير مجتمعنا، وتطوير أنفسنا كأفراد وأسر، وفي الوقت نفسه الحفاظ على ديننا وتقاليدنا. نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979».
واختتم حديثه قائلاً: «لقد ولى زمان تلك الحقبة».
تغريدة:
من أعظم مصادر القوة أن تعمل وتتفاءل؛ فالأمل بالله دائمًا كبير..