عبدالله العجلان
جاءت الأوامر الملكية الكريمة الأخيرة لتؤكد مجدداً مدى رعاية واهتمام وحب ملك الحزم والعزم سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- لشعبه حاضره ومستقبله، وأن وطن العز والمجد مازال بحمد الله بخير، وأن مملكة الإنسانية تسابق الزمن مسيرة ورؤية وحيوية، وتسمو عطاءً وسخاءً وبناءً..
في الشأن الرياضي ، ومثلما يحق لنا أن نستبشر ونتفاءل باختيار الأستاذ محمد بن عبد الملك آل الشيخ رئيساً للهيئة العامة للرياضة، فإننا من باب الإنصاف والتقدير، لابد أن نذكر بالخير ما قدمه سلفه الأمير عبد الله بن مساعد في الفترة القصيرة التي تولى فيها قيادة الرياضة السعودية، وكيف استطاع بخبرته وتخصصه وشخصيته أن ينقلها إدارياً ومالياً وتقنيا في هذه الفترة الوجيزة، إلى مصاف المؤسسات المتميزة في تنظيمها وتطورها وضبطها مالياً، من خلال العمل بمفهوم كفاءة الإنفاق..
في عهد الأمير عبد الله بن مساعد رغم الحملات الإعلامية الموجهة ضده من الفئات المسكونة بالفوضى والمتمادية في تهورها، إلا أن الهيئة تحولت ومعها القطاعات التابعة لها إلى ورش عمل في كل اتجاه، حظيت برامجه وأفكاره وتوجهاته بمباركة ودعم وتأييد مقام مجلس الوزراء، وفي قرارات تاريخية مؤثرة ومحفزة للشباب والرياضيين على صعيد المنافسة والممارسة وتوظيف مواهبهم وبالتالي أبرز اسم المملكة في المحافل العالمية، ساهم بخبراته ودعمه وحماسه في تفعيل واستقرار وزيادة مداخيل اتحاد الكرة والاتحادات الأخرى، كان نزيهاً عادلاً في مواقفه وقراراته مع الجميع..
شكراً للأمير عبدا لله على إخلاصه ووفائه وعطائه لوطنه، تهانينا للرئيس محمد آل الشيخ بالثقة الملكية الغالية، ودعواتنا له بالعون والتوفيق وأن تحقق رياضتنا تحت قيادته الإنجازات اللائقة بتاريخ وقيمة ومكانة المملكة عربياً وقارياً وعالمياً..
لا يصح إلاّ الهلال!
يقول أبو فراس الحمداني:
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن يخطب الحسناء لا يغلها المهر
بهذه الطريقة فكرت وقررت إدارة الأمير نواف بن سعد، حين عقدت العزم على استعادة الدوري بطولة الهلال المفضلة بعد غياب 5 مواسم، تُعد طويلة ومزعجة وغير طبيعية بحسب ثقافة وطموحات وأحلام الهلاليين، رأت أن مهر بطولة القوة والنفس الطويل لا يتوقف فقط عند الأحلام والرغبات أو التغني بالماضي والزعامة والزمن الجميل، وإنما يتطلب توفير أدوات ومقومات وعوامل تحقيقها وبذل الغالي والنفيس لأجلها، وهذا بالضبط ما فعلته ومنذ وقت مبكر من خلال التعاقد مع عدد غير قليل من النجوم المحليين والأجانب، كما سارعت في الوقت المناسب إلى الاستغناء عن المدرب الأوروغوياني جوستافو والتعاقد مع الأرجنتيني الشهير رامون دياز، إضافة إلى قرارها الأهم والأبرز وهو الاستعانة بالحكم الأجنبي في جميع مباريات الدوري المتبقية، خصوصاً بعد الموقفين الغريبين من الحكمين القرني والخضير ومعهما لجنة الحكام والانضباط، بإيقاف إدواردو بعد لقاء الباطن وسلمان الفرج بعد لقاء النصر في كأس ولي العهد خمس مباريات في مرحلة مفصلية من الدوري..
هذه مع غيرها من القرارات الإدارية والفنية والتنظيمية والانضباطية في الفريق، وكذلك الإنفاق المالي واللغة الإعلامية المتزنة، كلها مجتمعة هي من منحت الهلال الضوء الأخضر لإحراز بطولته، ووصوله الى الرقم المتفرد (14) وتميزه وتفوقه على منافسيه ، وهي من أنصفت بذله وتعبه وتخطيطه وحسن إدارته، وبعد نظر وحكمة وعقلانية رئيسه، أثبتت أن منجز الدوري تحديداً لا تصنعه الصدف وضربات الحظ، ولا يقف في وجهه التشكيك والضجيج والتأجيج..!
في المقابل تفرغ منافسو الهلال لاستفزازه والنيل منه واتفقوا على محاربته إعلامياً، ونشروا فيما بينهم وأوهموا جماهيرهم بأنهم ضحية التآمر عليهم، رفعوا في البداية شعار أن الهلال لا يفوز إلا بالحكم المحلي فجاءت نتائج الهلال الكاسحة بعد الاستعانة بالحكم الأجنبي لتفضح مخططاتهم ومستوى عقلياتهم ، وان سجل بطولاته وانتصاراته بالحكم الأجنبي قديماً وحديثاً ليس في صالحهم فاخترعوا شعار ان الهلال يخفق مع الحكم المحلي، ما يدل على تأزمهم وانشغالهم بالهلال وتشويه صورته أكثر من اهتمامهم بمشاكل وأخطاء وقضايا أنديتهم، استخدموا أكذوبة أو بالأصح نكتة خشم بخاري للتغطية بالكلام والملاسنة على أخطائهم وتقصير إداراتهم، ولم يدرك البعض منهم حقيقة مسرحية بخاري وحجم ضررها عليهم إلا بعد أن طارت الطيور بأرزاقها، وبعد أن تدهورت نتائجهم وأصبحت أزماتهم المالية والفنية والإدارية على كل لسان..!
مبروك للهلاليين إدارة ولاعبين ومدربين وأعضاء شرف وجماهير عودة بطولتهم، هنيئاً لهم ولنا وللرياضة السعودية بهذا الفكر الإداري الراقي الرزين الذي يقوده الرئيس القوي الخبير الأمير نواف بن سعد..