عبد الله باخشوين
.. أهم أسباب نجاح العمل تكمن في محفزاته ودوافعه.
فإذا كان العمل (شخصي وخاص) فإن سر نجاحه هو معرفتك بسماته الخاصة ودوافعه ومبرراته.. ومدى نبل الهدف النهائي الذي تسعى لتحقيقه بالعمل بدأب وإخلاص.
ومهما كانت (خصوصية) العمل.. فإن عليك الابتعاد عن أولئك الأشخاص الذين ينطلقون من أهداف وطموحات شخصية.
يجب أن تبعد عن (عملك) كل الذين تحركهم أحقاد وكراهية ورغبة في (الانتقام) من (الفريق الآخر) الذي سوف تواجهه لأنه يحول دون تحقيق أهدافك النبيلة والمشروعة.
لأن هؤلاء هم (العدو) الحقيقي وهم (الضامن) الأساسي لكل الفشل.. ولإعاقة أية إمكانية للنجاح.
يقول صاحب (فن الحرب):
- إذا كان عدوك غاضباً أو خانقاً.. فأن عليك أن تزيد من غضبة وحقنه.؟!
والمعنى من ذلك أن (غضبة) سوف يعميه.. وحنقة سوف يقوده للأخطاء المميتة.
وهذا هو حال من تحركه في الحرب أحقاده وكراهيته ورغبته الشخصية في الانتقام.. لأن هذه مجتمعة ومتفرقة.. سوف تقوده للعمل على تحقيق أهدافه الخاصة.. وتجعله ينسى نبل الهدف الذي جند من أجلة -وربما- حتى قبل أن يبدأ الإعداد لـ(المعركة) نجدة يرسم خطوط أهدافه ويضع (أجندته) الخاصة لخوض حربه الخاصة باسمك وبالاعتماد على ركونك عليه.. وبادعاء أنه مجند لخدمة نبل الأهداف التي أوحى بإيمانه بها.. ليس هذا فقط لكنه سوف يسعى لـ(إشراك) كل من يشاركه حقدة وكراهيته ورغبته في الانتقام من الفريق الآخر.
هؤلاء الذين يجب الحذر منهم وإبعادهم فوراً لأنهم يخدمون عدوك بما يحدثونه من ضرر.
حتى فلا الألعاب الرياضية (التنافسية).. ما أن يحتك لاعب بآخر ويتحول الأمر إلى خلاف شخصي فإن (الحكم) يعمد لأبعادهما معاً.. حتى يضمن استمرار اللعب بالروح الرياضية المطلوبة.. أو يقوم مدرب أحد الفريقين بسحب لاعبه لضمان استمرار اللعب بالتركيز المطلوب وعدم ضياع نتيجة المباراة من الفريق.
وجون شتاينبيك مؤلف - الرواية الشهيرة (عناقيد الغضب) لم يكن يهدف لمثل ذلك الأسلوب الأحمق الذي تحرك به الرئيس الأمريكي (بوش) في غزوة للعراق.
لكن (عناقيد الغضب) كانت ترصد مشاعر وإشكالات عائلة فقيرة اضطرها (قانون الإصلاح الزراعي) للتخلي عن أرضها والهجرة للبحث عن عمل قبل أن يغرقها ويشتتها فيضان نهر (المسيسبي).. فتلقى بفقيدها (الرضيع) في النهر على ماء النهر الذي يسرى به ويقوده للوصول لأصحاب القرار.
(عناقيد الغضب) حصلت على جائزة نوبل للأدب.. بعد أن حركت دائرة القرار الأمريكي وكان محور لأحدى خطب الرئيس الأمريكي (روزفلت) أو سبباً رئيسياً في تعديل قانون (الإصلاح الزراعي).