عبدالحفيظ الشمري
يحتفل العالم - بعد غد الأربعاء، الموافق 26 أبريل - باليوم العالمي للملكية الفكرية؛ المتمثّل بتوثيق براءات الاختراع، وضمان العلامات التجارية، وحفظ الحقوق في التصاميم الصناعية، وضبط منتجات التسجيلات، وأرشفتها، والأهم في هذه الرسالة الحضارية هي تبيان حقوق المؤلف، والباحث والمخترع، وحماية منجزات الكتاب والأدباء من التحريف والتزوير والنقل غير الأمين.
ففي هذا اليوم العالمي للملكية الفكرية يقف المتابع على أبرز ما تم تقديمه في هذا المجال من خلال جهود (المنظمة العالمية للملكية الفكرية) التي انطلقت أولى جهودها في عام 1970م وكانت تدرك أن أخطاراً ما تحيط بالعمل الثقافي والمنجز الفكري والعلمي الذي يتطلب من الجميع تقديم رؤية موثّقة وسليمة، تبتعد عن العبث بالمعلومة، أو النقل غير الأمين في الكثير من المدونات للوقائع التاريخية.
وفي احتفالات العالم بالمنجز الفكري وحفظه وتوثيقه هذه الأيام لا بد أن تنشط الجهود، وتتكامل في صياغة مفهوم شامل وصارم من أجل حفظ المنتج الإنساني في مجال الإبداع والكتابة والابتكارات والاختراعات، لأن حفظها سينعكس على أمان التجربة وسلامتها، وسيساعد على مزيد من العطاء، والابتكار والإبداع الذي نحن بحاجة إليه.
ولا يخلو هذا المشروع من تحديات جسيمة تمر بها حركة التأليف والنشر، وبرامج الابتكار، وبراءات الاختراع في هذا الزمن المتسارع، حيث تعددت وسائل الإعلام المرئي والمسموع، وازدادت قنوات الاتصال بشكل كبير، واتسعت أوعية المعلومات؛ مما أوجد تحديات أكبر تواجه العمل في مجال الملكية الفكرية، وضمان الجودة والمثالية في أعمالها، ونتائج إسهاماتها في المجالات المختلفة، لتشير الكثير من البحوث والدراسات وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود إلى أن هناك الكثير من التجارب الإنسانية، والأعمال الإبداعية، والمخترعات الحديثة تم تغييبها، أو العبث بمحتواها العلمي بقصد أو بغير قصد، لتصبح مع الوقت غير صالحة، رغم بعض الجهود من قبل الباحثين لإعادتها إلى وضعها الصحيح، ورد الحقوق إلى أهلها وأصحابها الأصليين.
وما يميز هذه المنظمة العالمية أن نظام «حقوق الملكية الفكرية» يتطلب أن يشترك في تنفيذه الجميع، ويشترط من حيث المبدأ أن يكون عالمياً؛ وتتضافر فيه كل الجهود؛ خدمة للمنجز الإبداعي، والعطاء الإنساني، من أجل أن يكون ضامناً قوياً لحقوق الملكية الفكرية، ومساعداً على المزيد من الابتكار والإنجاز في مجال العمل الثقافي والمعرفي والعلمي، والاختراعات، بمختلف أنواعها وإشكالها.
وتولي هذه المنظمة العالمية للحقوق الفكرية في هذا اليوم الاهتمام بتشجيع واحترام الحقوق المعنوية والمادية، والسعي حثيثاً إلى التعريف بأهمية هذا المشروع الإنساني الذي يعزِّز قيم الأمانة العلمية، والنقل الموضوعي، وحفظ المنجز؛ وذلك من خلال ما ترصده لجانها على مدار العام في مجال التقويم وإصدار النتائج أولاً بأول؛ بالأرقام، والبيانات، والاستطلاعات، والمسوحات الميدانية.