لقد احتلت المرأة مكانة مرموقة وهامة في المجتمع الإسلامي بعد أن كانت قبل الإسلام مهانة لا قيمة لها، فقد كرمها الإسلام واعتنى بها خير عناية، حفظ لها إنسانيتها وأعلن كامل مسؤوليتها وقرر أهليتها وحررها من مظالم الجاهلية ومنحها العديد من الحقوق: كحق التعليم، وحق العمل، وحق المشاركة في اتخاذ القرار.
فالمرأة أمة كاملة كما قال الشيخ محمد إسماعيل «أنت نصف الأمة، ثم أنك تولدين لنا النصف الآخر فأنت أمة بأسرها»، وبالتالي تستطيع المرأة أن تشارك الرجل في تنمية المجتمع مستفيدة مما منحها الله من ميزات وقدرات، كما أن السيرة النبوية وكتب التاريخ مليئة بالأمثلة لمشاركة المرأة في المجتمع بشكل فعال ومؤثر في عدة مجالات مختلفة كالتعليم والطب وخدمة المجتمع والارتقاء به وتطويره.
وفي العالم الإسلامي كانت الشفاء بنت عبدالله العبرية أول امرأة تشغل منصبا قياديا في الإسلام للإشراف على الأسواق في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما تقلدت زوجة صالح الدين أيوب منصب سلطانة مصر لمدة ثمانين يوما وكذلك بنظير بوتو أول امرأة تشغل منصب سياسي في دولة مسلمة عند فوزها بمنصب رئاسة الوزراء مرتين في «باكستان» وغيرهن الكثير، وفي العالم الغربي لاتزال هيلاري كلينتون تكافح للوصول لمنصب الرئاسة الأمريكية بعد أن حققت نجاحات في منصبها السابق «وزيرة الخارجية».
مجتمعاتنا العربية تعتقد بأن المرأة لاتتوفر فيها السمات الكافية لتولي المناصب القيادية بسبب طبيعة جسدها والصعوبات التي قد تواجهها من تولي مثل هذه المناصب ومن الصعوبات التي يعتقدونها؛ الانشغال بالمنزل والأبناء، صعوبة السفر لوحدها، طبيعة المرأة البيولوجية، ولكن هذا مخالف لما نراه في المجتمعات الغربية حيث تولت المرأة مناصب قيادية مختلفة وحققت نجاحات باهرة في مختلف المناصب.
التاريخ سطر لنا إنجازات المرأة وتفوقها في أغلب المجالات، أما حان الوقت لتوليها لمناصب قيادية في الوطن العربي!