«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ونحن نعيش الأحداث لحظة بلحظة، وبتنا بفضل الإعلام على اطلاع وبصورة آنية لما يدور في العالم، تصوروا لو لم يكن في بلادنا إعلام أو اتصالات لاشك حينها يكون الواحد منا أشبه بمن ابتلاه الله بالصمم والبكم والعمى، ومع تطور الحياة والطب والتقنية بات البعض ممن أصيبوا أو فقدوا حواسهم على دراية بما يدور حولهم، بل هناك من هو على اتصال دائم بما يحدث هنا أو هناك! وهكذا نجد أن لا أحد في العالم يستطيع تجاهل الإعلام ودوره وأهميته، بل هناك من يسعى إلى البحث عن المزيد من المعلومات والأخبار عن كل شيء يحدث في محيطه وغير محيطه، ومع أن وسائل التقنية والتطبيقات الحديثة التي زحفت على هواتفنا الذكية وراحت كل لحظة تتسابق في تقديم كل جديد ومفيد وحتى كل سيئ ومقزز بل بعضها بات حكرا على فئات معينة تبث من خلال رسائلها وواتساباتها أخبار هذه الفئة بشكل خاص! والحق أن (السوشل ميديا) بات لا يمكن تجاهل دوره في العملية الإعلامية من قبل مختلف الجهات العامة والخاصة نظراً لما يتمتع به من دور كبير في الوصول بالمعلومة المصورة لمختلف أفراد المجتمع بدون الانتظار للأخبار الرسمية أو الاطلاع عليها في مواقع الصحف الشهيرة ذات المصداقية المتميزة والتي عرفت ومنذ عقود بحقيقة ما تنشره. لذا أصبح الإعلام الجديد مواظباً لما يحدث في اللحظة وله دور كبير في التنبيه وفي الربط بين الحدث والمسؤول والناس. بل ساهم هذا الإعلام في اكتشاف العديد من الجرائم في كل مجتمع. فصاحب الهاتف الذكي وبحكم وجوده في قلب «الحدث»، مشهد مؤسف، سرقة مباشرة، تعنيف مخيف، أو جريمة ما، ففي ثوان يتناقل الجميع ما حدث ومن بينهم الجهات المعنية بالأمن، بل باتت أجهزة الأمن في مختلف دول العالم تتابع بدقة وحرفية ما ينشر في الإعلام الجديد من مقاطع ومشاهد أو صور فتسارع هذه الأجهزة لإجراء اللازم فوراً. كما حدث مؤخراً في عشرات الحوادث والحالات والتي بات معظمها موجوداً في هواتفنا الذكية والتي باتت تعاني من تخمة ما تحمله من مقاطع، وهكذا نجد أن الإعلام الجديد وحد بين شعوب العالم وراحت تتعاطف مع ما يحدث، وقبل أيام أصيب كل من شاهد حادثة الراكب في طائرة شركة يونايتد ايرلاينز الأمريكية للسحب والإخراج من الطائرة إجباريا على الرغم من حجزه بطريقة نظامية، حيث دفع ثمن خطأ إداري داخلي لم يكن سبباً فيه. وكيف بعد المشاهدة للمقطع المخزي لهذه الشركة تعاطف الملايين معه.. بل هناك من طالببتعويضه الملايين. ورغم اعتذار الشركة فلقد أسهم هذا التصرف المشين بتراجع اسمها في سوق الأسهم! وهكذا نجد أن الإعلام الجديد وعن طريق ما يزخر به من تقنيات تمكن من بث تأثيره في العالم، ولولا الإعلام بمختلف أنواعه أيضا لما تحركت أمريكا وغيرها وهي تشاهد ما حدث في خان شيخون السورية بعد حادثة القصف بالكيماوي! وماذا بعد الإعلام الجديد والقديم هما ضمير العالم. بل وضمير حي ومسؤول لكل من يشارك فيه عبر هاتفه أو من خلال عمله..!