أبها - منصور كويع:
يتسابق ملاك 4000 قرية تراثية في عسير لترميمها إما بجهودهم الذاتية أو من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني التي تقود مشروعاً وطنياً رائداً في المحافظة على التراث الحضاري، في مشهد يعكس التحول النوعي في فكر المواطنين للمحافظة على التراث الوطني.
في السابق، كان المواطنون، يمتنعون عن ترميم المنازل الأثرية القديمة أو يعمدون إلى إزالة هذه المباني الأمر الذي أفقد الوطن الكثير من هذه المباني التي تعداً تاريخاً حافلاً وجزءًا مهما من تاريخ بناء الوطن. ويطالب ملاك هذه القرى التراثية بترميمها والمحافظة عليها كونها تحمل قصة مهمة في بناء الوطن لكي يشاهدها جيل اليوم والأجيال المقبلة.
من جهته، أوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أن هذا التحول المتمثل في إيمان الناس وقناعتهم بالقيمة الكبيرة لمبانيهم التراثية هو ثمرة الدعم المستمر من خادم الحرمين الشريفين، يحفظه الله، لمشاريع التراث الحضاري، فالملك سلمان بن عبد العزيز هو رجل التاريخ والحضارة، الرجل المؤمن بأن التراث الوطني ضرورة ملحة وركيزة أساسية في بناء الإنسان المخلص لوطنه ومجتمعه، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين أقر برنامجا وطنيا كبيرا يهدف إلى إعادة الوطن وتاريخه إلى قلب المواطن هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
وأثنى سموه على التحول الكبير الذي حصل في قضية المحافظة على التراث الوطني، متعهداً أن تقدم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كل الدعم التي يحتاج إليه ملاك هذه المباني، كما أن الهيئة ستعمل مع شركائها من مؤسسات الدولة الأخرى على تمكين المواطنين من المحافظة على هذه المباني من خلال استخراج التصاريح اللازمة للترميم، وتقديم القروض، والمشورة، والعون، حتى ترى هذه القرى النور لتكون شاهدة على ملحمة بناء الوطن.
وأشار إلى أن الهيئة شرعت منذ وقت مبكر في ترميم مواقع ذات بعد كبير للناس مثل قرية ذي عين في الباحة وغيرها العشرات من المواقع المهمة في حياة الإنسان السعودي، وهذا التاريخ يحمل قيماً ومعاني سامية، مشدداً على أن هذه المواقع لا يمكن أن تضيع في خضم اهتمام الناس بوسائل التواصل الاجتماعي والسفر. وأضاف: «لدينا وطن مستقر موحد آمن لم يكن ليحدث صدفة، بل شارك في كل مراحل بنائه مواطنون صادقون عاشوا ملحمة التوحيد وملحمة البناء والاستقرار، وبيوتهم منتشرة في كل أرجاء المملكة، ونحن حينما نستعيد هذه المواقع، فنحن لا نستعيدها للذكرى، بل لاستشعار القيم والتقاليد الحميدة والتفاف المواطنين حول قيادتهم ووطنهم، وتمسكهم بدينهم وقيمهم».
وأبان أن منطقة عسير منطقة غنية بالتاريخ والتراث حدثت على أرضها وانتقلت حضارات كثيرة وحصلت فيها تبادل وتداول كبير جداً بلا شك منطقة عسير أيضا فيها من المساهمين الأوائل في توحيد هذه الدولة المباركة.