عبد الاله بن سعود السعدون
لقاء القاهرة والرياض اليوم يأتي بعد رياح الخير والسلام التي غطت قمة عمان الأخيرة التي أنتجت ولله الحمد ترميم البيت العربي وكان للقاء الأشقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان البلسم الشافي لكل السقم العربي الذي انتشر في أكثر من دولة شقيقة مسها اللهيب العربي الذي أحال استقرارها للفوضى الخلاقة التي أشعلت نار الحرب الأهلية في أكثر من عاصمة عربية وأدت لاقتتال الأشقاء الطامعين بالسلطة والنفوذ وجاءت نتائج قمة عمان بالمصالحة العربية العربية ووضع عربة القطار العربي على سكة الأخوة والتضامن والثقة المتبادلة بجهود الحكماء المخلصين من زعماء أمتنا الذين أحيوا بقرارتهم المباركة مياه البحر الميتة...
لا أتجه نحو التنظير الإعلامي لعمق وتجذر العلاقات الأخوية الصادقة بين المملكة العربية السعودية ومصر العربية؛ فمنذ تأسيس بلادنا الغالية تجلَّت الأخوَّة العربية المخلصة مع الشقيقة مصر وشعبها الشقيق؛ فكانت علاقة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه وأسكنه جناته- مع الملك المصري الراحل فاروق بأعلى درجة من الصداقة والتعاون بين البلدين الشقيقين، واتجها بتعاونهما المثمر إلى تأسيس جامعة الدول العربية عام 1946، واختارا بتشاورهما ترشيحهما لرئيسها الأول الدبلوماسي المصري عبدالرحمن عزام، واستمرت مسيرة التعاون المشترك مع العهد الجمهوري، التي جاءت مع عهد الضباط الأحرار وزيارة اللواء محمد نجيب، أول رئيس مصري إلى جدة، التي شكَّلت بداية لمرحلة جديدة من التعاون والثقة بين الشقيقتين مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
وطيلة العهد الجديد في مصر منذ 1952 حتى يومنا هذا اتسمت العلاقات بين القاهرة والرياض بالتعاون المشترك المبني على الثقة والأخوَّة والمصالح القومية المشتركة؛ فكان القرار السياسي المصري والسعودي متطابقاً دائماً تجاه قضايا أمتنا العربية المصيرية سلماً أو حرباً، والنصر العربي التاريخي في حرب أكتوبر دليل حي لاختلاط الدم المصري بدم أشقائه العرب من أجل تحرير أرضنا العربية السليبة. والمملكة العربية السعودية التي يصفها أبناء مصر الأشقاء بأنها تتعدى العلاقات الدبلوماسية بين بلدين جارين بل هي دوماً بيت المصريين المفتوح لاستقبالهم والترحيب بهم في كل المناسبات الاجتماعية، والقاهرة تشكل دوماً أيضاً العمق الإستراتيجي للأمن القومي السعودي والتقاء الزعيمين الرئيس السيسي بأخيه خادم الحرمين الشريفين في هذه الظروف الإقليمية المضطربة ليعطي مؤشر خير لتبادل الفكر والتشاور العالي بين القمتين الكبيرتين من أجل تهيئة البيت العربي نحو الأمن والتعاون والسلام والخروج بمشروع سياسي يتجه نحو قوة أمتنا العربية وتبقى دائماً الرياض والقاهرة عينَيْ الأمة العربية، سائلاً أن يزيدهما الله سبحانه بريقاً وقوة بالبصر والبصيرة لخير أمتنا العربية، وستعود وتستمر العلاقات المميزة الأصيلة أكثر قوة ومتانة بحكمة وإخلاص الرئيس عبدالفتاح السيسي وشقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي يحمل لشعب مصر الكريم الشقيق كل الحب والتقدير لمواقفه المميزة نحو القضايا المصيرية العربية وفرحة الترقب المتفائل للخير والقوة للقاء القاهرة والرياض. وما سيتضمنه البيان المشترك لنتائج هذه الزيارة المباركة الهامة.