ناصر الصِرامي
كنت أعتقد قبل يوم الخميس الماضي إن الزملاء يتساءلون فقط بتكرار هل ستموت الصحافة الورقية..؟!.. ولو ذهبنا أبعد، هل تتقلص مشاهدتنا للشاشات الكبيرة (التلفزيون)، مقابل الصغيرة (هواتفنا المحمولة)؟.. إلا أن التساؤل ذهب لرؤية مستقبلية أبعد، وذلك في جلسة حوارية هي الأعمق حول «مستقبل الإعلام الاجتماعي - وهو التعبير الحرفي لـ«social media»، في إطار قمة الشرق الأوسط للإعلام الاجتماعي بدبي، وبحضور أقطاب الإعلام العربي، أثير السؤال الأبعد كما الوعي: (هل سيموت الويب؟!)-المواقع.
تقول كارولينا فرج رئيس تحرير موقع سي إن إن العربي، إن سي إن إن تعمل بوضوح على فلسفة إستراتيجية، واضحة من عنوانها (CNN Go), وهو شعار يعني ببساطة، أن تذهب السي إن إن بكل محتواها إليك، لن تنتظرك هذه المؤسسة الإعلامية الضخمة أن تأتي إليها، وهو بالطبع ليس تواضعاً منها، بقدر ما تفرضه اللحظة والحاجة والتحول المهني وتطور الوسائط والوسائل وتنوعها لدى المستخدمين والمتابعين.
وحين سال الزميل سليمان الهتلان الذي أدار الحوار بكفاءة مهنية مشوقة، العميد المتجدد عثمان العمير عن موت الوب، كان الجميع باتفاق تام، ومن على مسرح التحولات في القمة الرابعة للإعلام الاجتماعي، متفقين على «نعم» دائمة، ولكن «مؤقتة».
«ليس مجدياً الآن الحديث عن إصلاح الموتى.. لقد قلت في السابق أن الصحافة الورقية انتهت. وقلت العام الماضي في ندوة في دبي أن الويب انتهى». رد العمير.
وأضاف نارت بوران مدير قناة سكاى نيوز عربية. «أن كل الوسائل قد تتغير وتتبدل ويبقى المحتوى هو الأصل».
قالت فرج «لا أعتقد أن هناك نهايات لأي من هذه الوسائل إنما هناك انكماش أو اقتصاد في عدد متابعيها. هذا يعني أن جدي في المنزل سيسمع الراديو ويقرأ الجريدة، لكن الشباب سيتابعون الويب من طريق الوسائل التقنية الجديدة».
ختم بوران: «برأي الشخصي هناك داع للتفاؤل أكثر من التشاؤم من مستقبل الإعلام بشكل عام أو المؤسسات الإخبارية بشكل خاص. الفوضى الحاصلة حالياً ستترتب تلقائياً في المستقبل».
وتابع العمير: «عندما يكون عندك أكثر من ثلاثة مليارات و700 ألف مستخدم للإنترنت، لا بد من أن يكون هناك الكثير من المجانين الذين يتلاعبون في المحتوى. مؤمنون أن ما يجري نوع من الثورة والثورات تقتل الكثير من القيم التي كانت سائدة».
فيصل عباس، رئيس تحرير عرب نيوز قال لنا «لسنا في مهنة الورق ولا في مهنة الويب ولا في مهنة التلفزيون ولا في مهنة الراديو. نحن story tellers أي رواة نروي قصصًا. وما يميز قصصنا هو الصدقية». لكن إذا يتلاشى الورق، ويتقلص الويب، و»لو كانت الشركة تستثمر في المجال الإعلامي فأين يكون هذا الاستثمار؟، سأل الهتلان المتحدث أحمد الخطيب وهو مدير تنفيذي لشركة مالية ومذيع اقتصادي، أجابنا: «الإعلام يقوم على الإعلان طول الوقت، وما يتغير هو أن جاذب الأموال الاستثمارية الإعلانية يذهب اليوم إلى الأفراد المؤثرين لا الوسائل. فالمعلن الذي يسعى إلى التواصل مع المستهلك النهائي يبحث عن الوسيلة التي في إمكانه أن يخاطبه من خلالها بشكل مباشر». وأضاف: «أعتقد أن المؤثرين في وسائل التواصل سيأكلون الأخضر واليابس».