«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
انتهى الدوري قبل نهايته بجولتين، وأعلن الهلال نفسه بطلاً لأقوى دوري منذ ستة مواسم بشهادة المحايدين؛ إذ كان التنافس في هذا الموسم على أشده، وبين الأربعة الكبار جماهيريًّا؛ إذ كان التقارب النقطي بين «الهلال والاتحاد والنصر والأهلي» ملاحظًا؛ وهذا ما صب في مصلحة الكرة السعودية.. وأعتقد أنه أثر عليها إيجابيًّا في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018؛ إذ يتصدر المنتخب السعودي مجموعته، وهو قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكأس العالم، وهذا كما ذكرنا كان بفضل التنافس القوي في هذا الموسم، الذي بدأت فيه فرقنا برتم منخفض، ولكن كان من الواضح أن مستوياتها سترتفع، وهذا ما حصل على أرض الواقع؛ إذ شاهد الجميع التنافس القوي والمثير على الصدارة، وكانت الفرق الأربعة مؤهلة لانتزاع اللقب إلا أن الهلال فرق عنهم بشكل كبير منذ الجولة الـ22، وجعل الفارق يتوسع بينه وبين البقية.
الهلال (بطل دوري جميل 2016 - 2017) كانت بدايته في هذا الموسم غير جيدة؛ إذ قام باستقطاب المدرب الأوروجوياني جوستافو، الذي خسر معه لقب السوبر السعودي من أمام الأهلي، كما أن تعثره في بداية الدوري كان مؤشرًا غير جيد للفريق؛ إذ خسر من أمام الاتفاق، وكاد يخسر من أمام القادسية في الجولة التالية، ولكن إدارة الهلال -وهذا يحسب لها- قدمت مصلحة الهلال على فرض رأيها، وأقالت جوستافو؛ ليقود الروماني سيبيريا الهلال بشكل مؤقت، حتى تم التعاقد مع الأرجنتيني دياز الذي بدأ مع الهلال بإخفاق كبير؛ إذ خسر في مباراة الاتحاد، الذي كان أحد منافسي الهلال على اللقب، ولكن دياز وفريقه لم يتأثرا بهذه الخسارة؛ إذ أدرك الأرجنتيني الكبير أنه يحتاج لفترة طويلة حتى يتعرف على فريقه وأجواء المنافسة الرياضية في السعودية، ومن ثم يستوعب لاعبوه الطريقة التي يريد انتهاجها؛ ولذلك غادر بفريقه إلى قطر في أول فترة توقف بعد استلامه زمام الأمور الفنية في الهلال، ومن هذا المعسكر بدأت انطلاقة الزعيم؛ إذ أصبح المؤشر الهلالي مطمئنًا بالنسبة لمحبيه، وذلك من خلال أداء بدأ بالقبول، وانتهى بالرضا التام. وهذا - لا شك - أنه يحسب لدياز الذي لم يعدّل الفريق، ولم يختر اللاعبين الأجانب، وبالرغم من ذلك قاد فريقه بكل اقتدار، ولم يكن يتعذر بحجج واهية مثل من سبقه من مدربين أو أنصاف مدربين.
اليوم، ونحن نتحدث عن الهلال بطلاً لدوري جميل، لا يمكن أن نهمل كل من ساهم في إنجازه، بدءًا من إدارته بقيادة الأمير المحنك نواف بن سعد، صاحب الخبرة الطويلة، والإرث الجيد في الرياضة السعودية؛ وهذا ما ساعده في إدارة دفة الأمور في نادٍ كبير مثل الهلال. وقد نجح الأمير نواف في تخطي بعض الأزمات التي مرت بفريقه، مثل إقالة جوستافو، والبحث عن بديل يستطيع إقناع الجمهور الهلالي.. وقد كان يقاتل على أكثر من جهة، ولم يتعب ولم يمل، ووزع جهده على نادي الهلال.
كما أن دور الجهاز الإداري بقيادة فهد المفرج كان جيدًا، وإن كنا قد انتقدناه في مراحل سابقة فالواجب علينا اليوم إنصافه؛ فهو شريك في الإخفاق، كما أنه شريك في النجاح.
أما اللاعبون فقد استشعروا مسؤوليتهم تجاه ناديهم، وأدركوا أن فريقهم طال غيابه عن لقب الدوري، وأحسوا بمعاناة جمهورهم الذي كان يطمح لرؤيتهم أبطالاً لدوري جميل، وهذا ما حدث بالفعل؛ إذ كان جل لاعبي الهلال في الموعد، وقدّموا أنفسهم بصورة الأبطال المقاتلين.
أما القوة الثالثة فقد كانت جماهيره، التي ظلت تلاحقه في كل مكان، ودعمته بما تستطيع، وإن كان جمهور الهلال في الرياض هو أقلهم حضورًا وتفاعلاً، إلا أن الجمهور في المجمل قام بدوره.
بقي أن نقول: هلال اليوم لا ينقصه الكثير حتى يستمر بطلاً في المواسم القادمة، فقط كبداية يحتاج للاستقرار والاستمرار، سواء على مستوى الإدارة أو الجهاز الفني، ومن ثم يبحث في باقي التفاصيل. ولنا في ذلك عودة قريبة لقراءة المشهد الهلالي وما يحتاج إليه في الفترة القادمة.
(شمة خشم بخاري) تكتيك الكارهين.. والحكام الأجانب قضوا عليهم!
كتب الدكتور عبداللطيف بخاري عضو اتحاد القدم السابق في بداية الدوري تغريدة، ذكر فيها أنه يشتم ترتيبات لتتويج الهلال بلقب الدوري، وقال بعد ذلك إن نفس الترتيبات شعر بها في وقت تحقيق النصر والأهلي بطولة الدوري، لكنَّ منافسي الهلال تبنوها للضغط على الهلال، وهذا ما لم يمكنهم منه الأمير نواف بن سعد الذي قلب الطاولة عليهم، وأحضر في جل مبارياته التي لعبها هذا الموسم حكامًا أجانب، بل إنه الفريق الوحيد الذي استنفد الطواقم كافة المتاحة له. وهذا القرار المفصلي من الرئيس الهلالي يعد من أفضل القرارات التي أتاحت للهلال تحقيق لقب الدوري؛ فهو قضى على مخطط وهدف الذين تناقلوا تغريدة بخاري بكل سرور، رغم أنه شكك في أنديتهم بعد أن انتهى من التشكيك في الهلال!
خاتمة:
في ليلة من ليالي الهلال تجلى القمر، وحجب عنه الضباب، وقال للناس: (ها أنا موجود، فتمتعوا بي، وانظروا للسماء لتروني، فأنا منزلي عالٍ، ولا يمكن رؤيتي منحدرًا.
ارفعوا الرؤوس لتروا الجمال، ولا تنحنوا للأسفل لتروا القاع، فما السماء إلا زرقة وبياض، وخيرات من رب العباد، وما القاع إلا يابسة لا مطمع فيها.
أفيقوا من سباتكم، وتمعنوا في هلال يسر الناظرين، إن تجلى حجب الرؤية عن جميع النجوم، وإن غاب ظل المحبون يسألون عنه..!
هو هكذا مثير، في حضوره يختفي البقية، وفي غيابه يحضر الجميع، ويتنازعون على عرشه، وإن حضر هز بحضوره أركانًا يعتقد من ينتمي لها أنها لا تهتز، ولكنه الزعيم، والزعيم حينما يحضر تكون هيبته قد سبقت حضوره..)!
نقطة للتأمل:
نصف من الهلال يخفي الجميع.