جميع الوزارات والجامعات والمؤسسات الخدمية والجمعيات الخيرية والتطوعية قليل منها يبحث عن المستفيد ليصل إليه، إنما المستفيد أيّاً كان موقعه أو فئته أو منفعته اعتاد على أن يكون هو من يبحث عن من يقدم له الخدمة مهما كانت صحية أو اجتماعية أو توعوية أو تثقيفية أو تعليمية، ولكن من خلال متابعاتي وجدت جامعة المجمعة تكسر هذه القاعدة، وتبحث عن المستفيد لتصل إليه، وتقدم خدمتها له, وذلك من خلال سيارات متنقلة وباصات وحافلات تجوب المدن والقرى والهجر في منطقة الجامعة الجغرافية لتقدم خدمتها في مجالات عدة، ومنها: قافلة من سيارات عدة كرفانة كبيرة وسيارات إسعاف تسمى لدى الجامعة خدمات طبية متنقلة مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية والإسعافية، تقوم بجولة على عدد من المدن والقرى والمراكز لتقديم الخدمات الطبية، والكشف الشامل لكل أفراد المجتمع، وتقديم العلاج المجاني، وتتابع بعض الحالات الصعبة، مع تقديم التوعية والنصح والتوجيه.
أيضاً من ضمن ما تقدمه الجامعة حافلة التدريب والتعليم الإلكتروني المجتمعي، والتي تُمثِّلُ قفزةً نوعيةً على مستوى كل الجامعات السعودية والعربية والعالمية، وهي عبارةٌ عن حافلة كبيرة مغلقة مجهَّزة بتقنيات التعليم الإلكتروني المختلفة، تتنقَّل بين القرى والهجر لخدمة أفراد المجتمع بجميع فئاتهم لإعطاء دورات في التعليم الإلكتروني والتقنية الحديثة، ويوجد بهذه الحافلة مدربون متمكنون، ويستفيد من هذه الخدمة طلاب المدارس والموظفون، وجميع فئات المجتمع. كذلك لدى الجامعة مشروع اجتماعي وإنساني رائع، وهو ما تطلق عليه الجامعة (بوابة وصول)، وهي عبارة عن حافلة كبيرة لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة مصممة لتتوافق مع احتياجاتهم، ومجهزة بوسائل وتقنيات تعليم حديثة مناسبة للفئة المستهدفة، ويتوفر لها منظومة تشغيلية متكاملة، وتقوم فكرة المشروع على أساس توفير جميع أشكال الدعم البشري والمعنوي والتكنولوجي والأكاديمي لهذه الفئات بهدف تسهيل تواصلهم مع الجامعة، وتقدم خدماتها في المجالات التعليمية والتثقيفية والتدريبية والإدارية والاستشارية داخل الجامعة، وفي المجتمع المحلي في نطاق الجامعة الجغرافي، كما أن الجامعة لديها مرصد فلكي رائد ومتطّور بمدينة حوطة سدير، ويعدُّ مرجعاً للمهتمين بترائي الأهلة، ومعرفة علم الفلك، ورصد دخول الأشهر, حيث يشمل إمكانات رفيعة وتجهيزات متقدمة، أنشأته جامعة المجمعة كمشروع وطني كبير، بمشاركة خبراء ومتخصصين من دول عدة، حيث يشمل المرصد قبة فلكية لعرض النجوم والكواكب والشمس والقمر، وكذلك يمكن أن يتم عن طريق القبة عملية محاكاة لما تظهر عليه السماء الحقيقية من حركات وظواهر مثل الليل والنهار، والفصول، والخسوف، والكسوف، والتغيرات في أطوار القمر، ومواقع الكواكب، والشمس والقمر، وأوقات شروق وغروب كل نجم، وكذلك محاكاة السماء وأجرامها وحركاتها من أي موقع على الأرض، ومن خلال القبة الفلكية يمكن عرض برامج وأفلام مثيرة وجذابة، كما يمكن محاكاة السفر بين الكواكب والنجوم في رحلات تعليمية شيقة وممتعة، كما يوجد في المرصد معرض تعليمي يحتوي كل ما يخص علم الفلك من مجسمات ولوحات وتصاميم، مع شرح علمي لجميع المحتويات بطريقة احترافية متكاملة، كما يستفيد منه جميع الجهات والقطاعات الحكومية والأهلية، ويستقبل الوفود الرسمية والمهتمين بعلوم الفلك وترائي الأهلة، وكذلك الطلاب في جميع المراحل التعليمية، وتقديم ورش عل ومحاضرات لنشر ثقافة ترائي الأهلة، ومعرفة علم الفلك، كما يوجد بالجامعة وحدة للرصد الجوي تتولى رصد ومتابعة التقلبات الجوية المختلفة على مدار اليوم، وذلك بهدف الحصول على قدر وافٍ من المعلومات الصحيحة، ولتحقيق أكبر قدر ممكن من السلامة لطلبة الجامعة، ولكل أفراد المجتمع، وتقديم الإنذار المبكّر في حدوث الحالات المطرية وغيرها، وتتعاون مع عدد من القطاعات الحكومية والأهلية، وتتولى غرفة الرصد مهاماً عدة تتلخص في رصد ومتابعة التقلبات المناخية الواردة من جهة الاعتماد، وجمع المعلومات وتحليلها لاتخاذ قرار حيال الحالة المناخية من حيث تعليق الدراسة ونحوها، وتغطي غرفة الرصد منطقة خدمات الجامعة، والتي تشمل عدداً من المحافظات والمدن والقرى والهجر، فيما قامت الجامعة بعمل ورش عدة لتنسيق الجهود وعرض الخدمات والاهتمام بسلامة منسوبي الجامعة.
جميع هذه الخدمات التي تقدمها جامعة المجمعة للمجتمع إضافة لعدد من الخدمات الأخرى من محاضرات، وندوات، وحملات توعوية وتثقيفية، ودورات تدريبية وتأهيلية تعد خدمات فريدة ومتميزة ومختلفة عما تقدمه أو تسعى لتقديمه جهات أخرى، كما أن جميع هذه الخدمات استفدت أنا شخصياً من بعضها، واطلعت على بعضها الآخر من خلال زيارة الجامعة في بعض المناسبات، ومن خلال مجموعة مطبوعات وصلتني من الجامعة عن جميع الخدمات التي تُقدم للمجتمع تحمل معلومات عن التجهيزات والإمكانات مع إحصاءات لعدد المستفيدين من كل خدمة، وكذلك صور تدعم هذه المعلومات، كما تجد هذه الخدمات تفاعلاً وشكراً وتقديراً وذكراً دائماً بين فئات المجتمع.
- المجمعة