على صفحات مؤلفاته المتنوعة التوثيقية تحرك توقيعه عليها ليهديها للأصدقاء والمحبين الذين بادروه قبلاً وبادلوه بمؤلفاتهم ليوثقها في كتابه الجميل «إهداءات الكتب» ويوثق بأسلوبه التأليفي الفريد الطريف في موضوعه دلالات الحب والصداقة من الجميع: «فلي ولله الحمد عدد لا يحصى من المعارف والأصدقاء في جميع الدول العربية من المغرب الأقصى إلى الخليج العربي واليمن, فمنهم الشباب ومنهم الكهول والشيوخ الأجلاء..».
وثّق الجوانب المختلفة من حياة الرواد وامتد توثيقه ليشمل الأعلام في الظل ممن عرفهم في مسيرته الثقافية الطويلة لتكون دليلاً على قيمة الوفاء التي يحملها في أعماق قلبه؛ لا سيما الذين أثروا في دوائرهم الضيقة ممن طواهم النسيان أو لم يصل إليهم ضوء الإعلام. عطاء ثقافي استمر لعقود ولا يزال، لملم فيها أوراق مبعثرة كثيرة من التاريخ الصحافي والثقافي للمملكة بتحولاتها وتقلباتها ليكون بحق أيقونة للعطاء الثقافي المستمر بلا ضجيج الصراعات الثقافية وملهمًا للأجيال الجديدة ممن دلفوا إلى الثقافة.
إمضاء الأديب والمؤرخ الثقافي الأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي: لم يتحرك إلا على أوراق العطاء والوفاء والحب؛ ليوثق الصداقة مع الجميع.
- حمد الدريهم