من سيخلي ساحاتي لتنطلق نحو آفاق لاتطيق النمطي ، فيروز بصوتها تنقض غزل العادي لأبني في أعماقي سورا لايتوقف عن البناء بناء يتفق وأغنياتي اللانهائية . مثل شرنقة أتطلع إلى ولادة جديدة أتحسس التغيير دوما,ولاأملّ .الملل طاقة للتغيير أن تمل يعني أن تبحث عن المغاير لواقعك وحدود تفكيرك وكأنك تريد أن تلحق باللحظة.
أكتب اقتناصا لتلك اللحظة التي تذر شراراها لتشعل قواها هنا أوهناك . فاللحظة هي المستقبل الذي ينفض عنك غبار ماقبله ليعيد ترتيبك ويستحدث فيك نظاما وانتظاما يتوافق مع قراءاتك الذاتية المتعلقة باستقراء الحاضر . لاشيء أشد تفهما للتغييرسوى الكتابة بل إن الكتابة هي التغيير السابق لأوانه.
لاأعرف ما السر في غواية المكان في استلهام كل حياة فيّ . مع النغم الفيروزي أشتهي كل شيء كذات تبدأ الحياة مجددا دون منغصات أو سواها .العشق الروحاني الذي تهبني إياه بقعة ما لا تمنحني إياه بقعة أخرى. يدفعني هذا العدم بكل عوالمه إلى نثر الكلمات وتلقفها للتعبير عن تلك الطاقة الحبيسة التي لاتألف سوى ذاتها. إنها أيقونة البهجة أني اتجهت صارت بوصلة وقبلة وغاية ووسيلة .
إنها تهب الكلمات شحنات فولاذية تركض بالمعنى إلى أقصى أحلامه التي لاتقف عند مسافة ولا حد لها.كل المسافات تشير إليها وتناديها لتطلق سراحي.
ياللإبداع الذي ينهمر دون توقف. إنه الاسترخاء التام للمعنى والمبنى وإيقاع الأعماق الذي لايستحي إلا من قداسة التعبير وقصور العبارة عن الوفاء بهذا الفضاء الفسيح. إنها الحرية والتحرر الذي يبيح لكل شيء أن يكون هو دون تردد بل في مجازفة مثيرة مؤثرة في الممكن واللا ممكن والكائن بعد ذلك .
سأرخي ذيول الكتابة لتستحيل إلى حصان طروادة الذي نبت من خيال الريح فكانت له أجنحة وصار أسطورة خالدة.
- هدى الدغفق