«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
يبدو من الوهلة الأولى بأن تقنية الفيديو التي أقرها الاتحاد السعودي لكرة القدم بدءا من الموسم القادم في بعض المباريات الكبيرة، وفي بعض الملاعب الجاهزة لهذه التقنية، نقول بأنه يبدو بأنها شيء جميل، ستقضي على الأخطاء البشرية التي تحدث في كل مباريات كرة القدم، ولعل استحداث هذه التقنية من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يؤكد على أهميتها، رغم أن فيفا لا زال يجربها حتى الآن، ولم تطبق في كبرى الدوريات العالمية.
والسؤال هنا: هل تقنية الفيديو تناسب الكرة السعودية..!؟ شخصياً سأجيب على هذا السؤال من جانبين وهي متصلة مع بعض..
الأول: من ناحية القضاء على الأخطاء التي غالباً ماتثير الوسط الرياضي وتزيد من حدة التعصب، وهذه ستقضي عليها تقنية الفيديو، وربما بعد هذا القرار لا نشاهد إعلامي أو مشجع متعصب يتحدث عن أخطاء الحكام، كما أنها ستنهي أو تقلل من دور محللي التحكيم الذين يتواجدون في البرامج الرياضية، وبعضهم لا يستحق أن يصل لمرتبة المحلل وهو بدرجة المشجع.
الجانب الثاني: وهو الضرر الأكبر الذي قد يبعد البعض عن مشاهدة كرة القدم السعودية، وهذا الضرر يجب أن يُقلص حتى يكون في معدل مقبول، هذا الضرر هو قتل متعة كرة القدم من خلال تأخيرها للاستماع لرأي خبير تقنية الفيديو، وذلك في حال أصر كل الحكم على إيقاف اللعب وسؤال تقني الفيديو عن كل حالة جدلية يثيرها اللاعبون السعوديون، وهنا سنكون أمام أزمة حقيقية لن تنتهي معها مباريات كرة القدم إلا وقد ماتت متعتها، وأصبحت مملة.
نحن اليوم وبدون تقنية يجادل لاعبونا كل الحكام في كل حالة جدلية وبعض الحالات لا تستحق النقاش، فما بالكم ونحن اليوم نتحدث عن تقنية جديدة قد تغير من مجريات المباريات..! بالتأكيد سيكون للاعبين رأي وسيحاولون التأثير، وقد يفرضونه على حكم اللقاء، وربما يستغلونه في إضاعة الوقت وقتل المباراة في حال كانوا منتصرين، وربما نشاهد حكم يستمع لفريق ويتجاهل آخر، وهنا سنكون أمام مشاكل كبيرة ستثير الرأي العام.
اليوم أمامنا أكثر من ثلاثة أشهر للبدء في هذه التقنية، ويجب أن يدرك الحكام دورهم في هذا الجانب جيداً، ويعوا مايقوموا به، حتى لا يتسببوا في مشاكل نحن في غنى عنها، كما أنه لابد من اختيار حكم خبير وكبير ليكون على مشاهدة «تقنية الفيديو»، فمن يجلس على الفيديو سيكون أكثر إثارة وأهمية من حكم الساحة، وسيكون رأيه مؤثرا، ولذلك يجب اختيارهم بكل عناية، كما يجب أن لا نستغني عن الحكام الأجانب في أول موسمين أو ثلاثة حتى تكون تقنية الفيديو مقنعة لشريحة كبيرة من المجتمع الرياضي.