«الجزيرة» - المحليات:
شهد اليوم الأول لمهرجان «حكايا مسك» أول أمس الأربعاء، والذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» في مركز الملك فهد الثقافي في قرية «المفتاحة» في أبها، وتختتم فعالياته اليوم الجمعة، حضور أكثر من 12700 زائر وزائرة، استفادوا مما يقدمه المهرجان من أنشطة تفاعلية تعليمية وترفيهية في مجالات الكتابة والرسم والإنتاج المرئي وصناعة الرسوم المتحركة، وتنمية قدرات الأطفال، إضافة إلى مسرح حكايا الذي يقدم عروضاً مسرحية ومرئية، وفقرة خاصة بالأبطال المرابطين على الحدود الجنوبية للمملكة.
وفي الفقرة ما قبل الأخيرة للمهرجان أمس، وهي فقرة «حكايا مرابطين» التي استضافت الإعلامي السعودي ياسر الشمراني وبدر الزهراني أحد الأبطال الذين تعرضوا لإصابات أثناء أداء واجبهم الوطني على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، كان تفاعل الزوار لافتاً مع ما تحدث به الاثنان عن تجاربهما في الحد الجنوبي.
ووصف الإعلامي ياسر الشمراني، مشاركته الإذاعية من الحد الجنوبي بالشيء الوجداني، التي تخللها الوقوف على شجاعة الجنود واستبسالهم للذود عن الدين والوطن، مشيراً إلى تكرارهم دائماً لرسالتهم للشعب وهي :»ارتح أيها الشعب السعودي، وعش آمناً فهناك رجال على الحدود يحمون الوطن والمواطن».
وقال الشمراني المذيع في محطة «إم بي سي إف إم»: «وقفت على الحد الجنوبي في شقيه بجازان ونجران، وكان العالم المشترك بين جميع أفراد القوات المسلحة السعودية هناك رباطة الجأش، ووحدة الصف والكلمة»، مضيفاً: «جميع الجنود أجمعوا في كل الأماكن والأزمان على هدف واحد وهو الدين والوطن».
وعن الصعوبات التي واجهها الشمراني، قال إنه كان يصعب العمل على تقديم الوضع من الحد بالصوت، إلا أنه تم التغلب على ذلك بالمشاركة الوجدانية، واصفاً جميع الوقائع والأحداث للجمهور في مسرح حكايا، وهو ما قوبل بصدى جميل عند أغلب الزوار.
وبين الإعلامي ياسر الشمراني أنه زار الحد الجنوبي مرتين؛ كانت الأولى في عيد الأضحى المبارك، استمرت لمدة 5 أيام، فيما كانت زيارته للجزء الآخر من الحد في نجران تلبية لدعوة من أميرها الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، واستمرت 3 أيام.
ومن القصص التي يجب أن تروى على مسرح المفتاحة، وضمن حكايا المرابطين، قصة عائلة شارك 17 فرداً منها في أحداث الحد الجنوبي في فترتين مختلفتين، الأولى في العام 2009 والثانية في العام 2015، مما جعلها تستحق أن تسمى عائلة حرب، حيث أصيب منهم شخصان بدر وعبدالله الزهراني، وأحيلا إلى التقاعد بسبب إصابتهما، فيما استشهد أخوهم خالد.
وعن ذلك يقول، بدر الزهراني على مسرح حكايا مسك، إن إصابته شرف له ولأسرته، مضيفاً: «الإصابة منعتني من مواصلة مشواري في مشاركة زملائي في الحد».
وعن المواقف العالقة في ذهنه، يقول: «كنا 5 إخوة منضمين للقوات السعودية في 4 كتائب مشاركين في حماية الحدود من اختراقات الحوثيين عام 2009م، وفي يوم هدنة اجتمعنا أنا وإخوتي في خندق واحد وأمضينا ساعات لا زالت عالقة في الذهن».
فيما يقول أخوه عبدالله الزهراني: «نحن 24 رجلا من أب واحد و6 أمهات، 17 أخا منهم منضمون للقوات السعودية وشاركوا في حربي الحد الجنوبي 2009 و2015 أصيب 3 منهم واستشهد واحد».
وما أن انتهت فقرة حكايا مرابطين، حتى بدأت مسرحية حبل غسيل، التي استمرت لمدة 40 دقيقة، وتقوم فكرتها على مشاركة وتفاعل الجمهور مع فريق «حبل غسيل « عبر طرح الأفكار من قبل الجمهور ليتم تمثيلها مباشرة من قبل الفريق. وهذا النوع من المسرح الارتجالي بشكل عام، من شأنه معالجة قضايا درامية وتراجيدية أيضًا، وذلك بحسب الأفكار التي ترد إلى الفريق من قبل الحضور في كل عرض.
في المؤلف الصغير.. تعلّم اختيار الكتاب المناسب لطفلك
تسعة معايير حددها متجر الطفل القارئ، أحد أجنحة قسم المؤلف الصغير ضمن فعاليات حكايا مسك المقامة في أبها، لتعليم أولياء الأمور كيفية اختيار الكتب الملائمة لأطفالهم، والتي يتعلمونها أثناء زيارتهم لهذا القسم بيسر وسهولة.
وتتمثل تلك المعايير في البحث عن الفئة العمرية في غلاف الكتاب، واختيار العنوان المحفز للطفل، ومراجعة المحتوى، وانتقاء الموضوعات، والتركيز على الجانب القصصي، إلى جانب الروايات القيمية، والاهتمام بالصور والرسومات، والموازنة بين المتعة والتعلم، وتعليم الطفل كيفية اختيار الكتب التي تستهويه.
وتأتي هذه المعايير بناء على البحث عن الفئة العمرية المخصص لها الكتاب بالنسبة للفئة العمرية ما قبل المدرسة، إلا أنه من الضروري مراعاة اختلاف قدرات وإمكانيات الأطفال فيما بينهم، وبالتالي اختيار ما يناسب كفاءة كل طفل.
ويراعي قسم المؤلف الصغير في مهرجان «حكايا مسك» أهمية معرفة الشخصيات المحببة للطفل وتحديد هواياته واهتماماته بهدف اختيار الكتاب المناسب له والذي يتناول ما يمر به من أوضاع، فيما تؤكد أنشطة المؤلف الصغير على ضرورة تغيير المحتوى من النمط التقليدي إلى التفاعلي، بحيث يكون أمام الأطفال كتب تترك المجال أمامهم لإكمال كتابة القصة ووضع النهاية التي يرغب بها، وهو ما يحدث تفاعلاً كبيراً بين الأطفال والكتب الورقية».
سوق حكايا.. لوحة فنية ترسمها أعمال 29 شابا وشابة
شكل 29 ركنا شبابيا لوحة فنية في مهرجان «حكايا مسك» الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية» هذه الأيام في مدينة أبها، حيث يستعرض 29 شابا وشابة أعمالهم الإبداعية في مجالات الرسم والنحت والتصوير الفوتوجرافي، فيما يمارس بعضهم هواياتهم في هذه المجالات، مستوقفين زوار المهرجان.
وكانت لوحات الرسامين وأعمالهم الفنية المعروضة للبيع محط أنظار الكثيرين من الزوار، فمنهم من فكر في اقتناء صور مرسومة لشخصيات بارزة، وآخرون فضّلوا الاتفاق مع رسام على رسم لوحات شخصية لهم.
ويحوي سوق حكايا أيضاً أعمالاً فنية مجسمة، تتضمن مشاهد من بيئات محلية متعددة من بينها الرواشين ونوافذ البيوت القديمة، عدا عن أعمال خشبية نفذت ببراعة لتمزج بين الماضي والحاضر وتعطي في الأخير منتجاً فنياً حديثاً.
وفي قسم ليس ببعيد عن سوق حكايا، وفي معمل الرسوم المتحركة «الأنميشن» بالتحديد، يحكي المصور الفوتجرافي محمد فائع قصة تحول الهواية إلى ممارسة وعشق، ثم تمرس وإبداع لتصبح مسؤولية اجتماعية، حيث يقف محمد بكاميراته في المعمل واضعاً خبرته في التصوير الفوتوجرافي أمام المبتدئين شارحا لهم تقنيات واساسيات التصوير الفوتوغرافي.
عضو نادي عسير الفوتوجرافي محمد فائع، يحكي قصته مع الكاميرا، قائلا: «البداية كانت عام 2009 كهاوي، ثم أخذت أطور نفسي حتى أصبحت متمرسا ومدربا في التصوير الفوتوجرافي»، مؤكدا أنه ليس هناك عوائق تقف أمام من يريد الإبداع والانطلاق نحو النجاح.
ومضى يقول: «لا يهم نوع الأجهزة وقيمتها لالتقاط صورة، فالأهم اختيار الزاوية المناسبة والزمان والبحث عن الجمال»، مؤكدا أن التقنية وجدت بيد المصور لتسخيرها لالتقاط أفضل صورة.
ويعود محمد فائع للحديث عن أساسيات التصوير الفوتوغرافي ومبادئه وفنون التصوير، موضحاً أنه من المهم للمبتدئ تعلم مستوى التصوير، ومفهومه، وأهمية الضوء للصورة الجيدة، وحصوله على تغذية بصرية لفتح مدارك المصور.
وأضاف: «كل ما يهمني أن يخرج المتدرب من الدورة ممسكا الكاميرا الخاصة به ويدخل على الإعدادات لتجهيزها لالتقاط صورة جيدة».