سعد بن عبدالقادر القويعي
يحكون في بلادي عن شجن، وعن رجال مضوا، وعادوا في كفن، نحسبهم عند الله شهداء بعد أن سطروا ملاحم بطولية خالدة، وسجلوا سيرتهم بحروف من نور.
فحبهم سري في دمائنا، وفي قلوبنا. وهم أوسمة على صدورنا، وفوق رؤوسنا، حين كانوا شوكة حادة في حلوق الأعداء، وعن كل من أراد بهذه البلاد شراً ومكراً، مدونين حكاية الحق التي لا تنتهي.
استشهاد أربعة ضباط، وثمانية ضباط صف من القوات المسلحة السعودية، خسارة كبيرة في حساب المعادلات الرقمية؛ لأنهم حفروا في الذاكرة، وكتبوا بمداد الوفاء، والإخلاص في كل القلوب أروع ملاحم البطولة، والشجاعة، والدفاع عن حدود الوطن، وفي وجه المعتدين، وضحوا بأرواحهم، ودمائهم، وقدموا نماذج حقيقية تجسد قيم التضحية، والانتماء، والولاء؛ من أجل أن يبقى الوطن عزيزاً مكرماً مصاناً من مطامع الأعداء، والمتربصين، فكنتم بحق رمزاً للوطنية، ونبراساً للولاء، والانتماء، وعنواناً للوفاء، والتضحية.
سنفخر دوماً - قيادةً وشعباً - بالتضحيات الجليلة التي قدمها شهداء الوطن، من الذين لبوا نداء الواجب؛ فشكلوا بتضحياتهم علامة مضيئة فى تاريخ الدولة، وفي سجلها المشرف في مختلف الميادين العسكرية. وستحرص الدولة على تخليد ذكراهم، لتبقى حية في صفحات التاريخ المشرق؛ كونكم تركتم وراءكم ذكرى عطرة - لن تمحى أبداً - بتسابقكم؛ لنيل أشرف المقاصد، وأنبل الغايات، وبذل دماءكم الطاهرة؛ للذود عن الحق.
ما أصعب فراق هؤلاء الأبطال البررة الذين قدموا أرواحهم إعلاء لراية التوحيد، وفداء لتراب الوطن، ونصرة، ومساندة للأشقاء اليمنيين المستضعفين في ديارهم، والذين تعرضت بلادهم للقتل، والدمار، والتخريب من قِبل الميليشيات الحوثية، وقوات المخلوع، ودفاعاً عن الشرعية، والكرامة، ووحدة الوطن العربي الكبير، وحفظ الاستقرار، والسلام في ربوع دول المنطقة، وأمن شعوبها.
في زحمة الأدعية من القلوب الطاهرة سنشارككم الدعوات الصادقة، وبكلمات كلها أمل ممزوجة بألم الفراق؛ لأننا تألمنا كثيراً، فنثرنا أحزاننا على قدسية الوطن الغالي، وسنتسابق بالدعاء لمن نالوا شرف الشهادة، بأن يتقبلهم الله قبولاً حسناً، ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، متبوئين أرفع درجات الرضوان، والفوز بصحبة الأنبياء في جنان الخلد، وأن يحفظ جنودنا المرابطين في سبيله، ويثبّت أقدامهم، وينصرهم على عدوهم.