سامى اليوسف
جميع الدلائل تشير إلى أن الهلال سوف يحسم لقب الدوري الـ(14) في مسيرته الكروية، منذ تأسيسه في عام 1957 على يد شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- مساء اليوم عندما يلتقي الشباب الذي يقوده تدريبياً «الأسطورة» سامي الجابر، فالفوارق الفنية والنفسية والمادية ترجح كفة «الملكي» على «الليث» الجريح.
نستذكر معاً، ونحن نعيش مراحل حسم الدوري 3 قرارات مفصلية اتخذها رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد شكلت في رأيي «القرار الإستراتيجي» الذي غير مسار أمور عديدة، صحح الأوضاع، زرع الثقة وطرد الخوف والقلق، وردع المتطاولين من غوغائيي مواقع التواصل الاجتماعي سواء من بعض المحسوبين قسرًا على الإعلام، أو المشجعين المتعصبين.
يُعرّف القرار الإستراتيجي ببعض تعريفاته المتعددة على أنه «قرارات استثنائية يتم صناعتها في المدة الزمنية الحالية ذات الدرجة العالية من الأهمية»، والقرارات الثلاثة الاستثنائية كانت:
أولاً: التعاقد مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز خلفاً للأوروغوياني غوستافو ماتوساس الذي أُقيل غداة الخسارة من الاتفاق 1-2 في الجولة الثالثة.
ثانياً: الاستعانة بالحكام الأجانب في جميع مباريات الهلال تقريباً.
ثالثاً: التصدي بحزم للمتطاولين على الهلال ممن يروّجون للإشاعات القائمة على الكذب والإساءة سواء من المحسوبين على الإعلام، أو المغردين في مدونة تويتر.
كانت هذه القرارات مؤثّرة، وآتت أُكلها في التوقيت المناسب، ومن أبرز إيجابياتها:
- غيّرت مسار أداء ونتائج الفريق للأفضل.
- أحدثت انقلاباً فنياً داخل الفريق بدليل إبعاد اللاعبين غير المفيدين.
- وفرت أجواء عالية من التركيز في محيط الفريق، رفعت الحالة المعنوية، وأسهمت في رفع معدل الجودة لجميع الأجهزة.
- طردت الخوف والتوتر عن المدرج الهلالي، فالحكام الأجانب كانوا بمثابة طوق النجاة الذي حول شحنات وطاقة الجماهير نحو دعم الفريق وبرهنت المقولة التاريخية أن الهلال يبدع وينجز بحضور الحكم الأجنبي، وبالأرقام.
- خلقت بيئة تنافسية بين الهلال، ومطارديه على اللقب، وبادرت الفرق الأخرى إلى تقليد «الزعيم» في طلب الحكم الأجنبي.
- كشفت زيف المطالبات الوهمية لدى بعض مسؤولي الفرق التي كانت تدعي طلب الصافرة الأجنبية، وأنها متضررة من نظيرتها المحلية، فقد تم تعريتهم على الملأ.
- وفرت أجواء تحقيق وإنجاز المهام التي تؤدي إلى الهدف الرئيس وهو لقب الدوري، والحلم الآسيوي، فالتفوق المحلي كان مشجعاً للتميز الآسيوي بدليل الصدارة في البطولتين.
- التأكيد مجددًا على أن سور الهلال عال في وجه من يتعمد الإساءة، والكذب، فالملاحقات القانونية التي تولت إدارتها بنجاح الإدارة القانونية بالنادي ردعت المتطاولين، ومن بينهم عضو اتحاد، وكان عبرةً للبقية، ولمن استهان بالنوايا الهلالية الجادة فقد طالته الملاحقة، واعتذر بعضهم وهو صاغرًا، وهذه الإجراءات أخرست أصواتاً عديدة اعتادت في الماضي على بث الشائعات دون حسيب أو رقيب، وجعلت من المتعصبين يفكر ألف مرة قبل أن يغرّد، أو يكتب، أو يتحدث في الفضاء.
- القرارات برهنت على تحول جذري في السياسة الهلالية، وخصوصاً أن أهدافها كانت لتحقيق نتائج طويلة الأجل تنعكس بالإيجاب على النادي اقتصادياً ، فالهدوء والتركيز يأتي بالإنجازات، والإنجازات تستقطب الاستثمارات من عقود الرعاية والإعلانات حتى على مستوى اللاعبين.
كل ما تقدم، يصب في قناة الإدارة الناجحة برئاسة الأمير نواف بن سعد الذي أظهر مرونةً في التعامل مع منتقديه من محبيّ وعشاق الزعيم، وصلابةً في مواقفه ضد من يسيء أو يتطاول على ناديه، وسرعةً في تصحيح المسار بقرارات إستراتيجية صارمة وعاجلة للمحافظة على المكتسبات، ولتحقيق أهداف إدارته، وطموحات جماهير الزعيم.
فاصلة ،،،
يُعرف الرجال بقيمة أفكارهم، وآثارهم، والتغيير الإيجابي الذي أحدثوه في مجتمعاتهم.