فهد بن جليد
عندما تقول هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إنَّ 92% من الروابط التي حجبتها على الإنترنت كانت روابط (إباحية)، فإنَّ ذلك يعني أننا أمام حرب أخلاقية مُستعرة، علينا مواجهتها بشفافية أكثر، وبمعرِّفة كم محاولة بحث أو (فتح) لهذه الروابط اصطدمت بعبارة (الموقع المطلوب غير متاح).
توفر مثل هذه المعلومات وإعلانها يعطي مؤشرا على (حجم المشكلة) ومصدرها، وبالتالي يُسهِّل من كيفية علاجها، جهود الحجب رغم أهميتها وضرورتها، إلا أنَّها حلول مُكلفة ومُضنية، وتأتي غالباً مُتأخرة بعض الشيء بعد اكتشاف المحتوى مع استخدام عبارات تدليل وهمية، وتعني عملياً (البحث عن بدائل) لاختراق الحجب وتجاوزه بطرق ماكرة من المُرسل تارة، ومن المُستقبل تارة أخرى، كجزء من معادلة التحدي في هذه اللعبة الخبيثة, مما يعني نجاح تهريب مثل هذه الروابط إلى منصات المُشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص.
علينا أن نُغيِّر من تكتيك (الحماية) الصامت، لنجعل من خيار التربية والتوعية خط الدفاع الأول بجانب الحجب الذي هو ضرورة حتمية، وهنا نحتاج التحدث عن هذه الثقافة (بشفافية) أكثر ودون خجل، بتكاتف جهود المسجد، المدرسة، البيت، وسائل الإعلام، الأقران الفاعلين والمُدرَّبين، لمنح المُتلقي (قناعة كافية) بعدم التعاطي مع هذه الروابط أو البحث عنها كمسألة أخلاقية شخصية، بعيداً عن المثالية الجمعية، التي قد تقود بعض الأفراد إلى محاولة كسر القيود في الخفاء.
لا أحد يملك القدرة الكافية، والخاصية الخارقة بحجب كل شيء في حرب (متلوِّنة)، ولا أدلَّ على ذلك من ضعف حماية الأفلام الأمريكية السينمائية التي كلفت مليارات الدولارات، مع انعدام القدرة على حجب عرضها وسرقتها وتسريب روابطها على الإنترنت، ولكن ثمَّة وسائل وطُرق (مُهملة) نملكها ولا يملكها غيرنا، يمكن أن نستمدها من ديننا وثقافتنا وتربيتنا وطبيعتنا، لنُفكر فيها ونسلكها، في محاولة حماية شبابنا ومجتمعنا، على قائمتها بحث المُتخصصين عن إجابة السؤال في العنوان أعلاه، أكثر من الانشغال بمجرد الحجب والمنع، الذي أكرِّر أنَّه ضرورة لا يجب التخلي عنها.
وعلى دروب الخير نلتقي.