شرفت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بصدور الموافقة الملكية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - على منح مقامه الكريم درجة الدكتوراه الفخرية في خدمة القرآن الكريم وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وذلك لما لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- من أيدٍ بيضاء في رعايته وعنايته - حفظه الله تعالى - بكتاب الله خلال عقود عديدة. وظهرت عنايته واهتمامه يحفظه الله بالقرآن الكريم منذ نشأته على يد والده الملك المؤسس العادل عبدالعزيز - رحمه الله -. حيث حفظ القرآن الكريم كاملاً في مقتبل عمره، فكان للقرآن الكريم منهج حياة لمقامه الكريم. ثم استمرت عناية خادم الحرمين الشريفين بكتاب الله تعالى وعلومه علماً وعملاً وتعلماً وتعليما وبذلاً وعطاءً لا حدود له طوال مسيرته المباركة الخيرة. فرعى يحفظه الله جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وأشرف عليها لأكثر من أربعين سنة، وحرص على حضور ختام حفل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم خلال عقود عديدة. وأسس يحفظه الله تعالى مسابقة لحفظ القرآن الكريم باسم : مسابقة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، وشارك في هذه المسابقة الكريمة خلال عقود عديدة العديد من الطلاب والطالبات الذين تسابقوا على حفظ كتاب الله تعالى، وكانت هذه المسابقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين ميداناً شريفاً مباركاً خيراً فسيحاً يتسابق فيه المتسابقون لحفظ كتاب الله تعالى. وكان لعنايته يحفظه الله تعالى بالمسابقة الدولية لجائزة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لحفظ القرآن الكريم ودعمه الكبير اللامحدود لها الأثر الكبير في تسابق أبناء العالم الإسلامي في شتى أقطار المعمورة للمشاركة في هذه المسابقة الدولية، حتى أضحت مسابقة عالمية دولية لحفظ القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية. واستمرت عناية خادم الحرمين الشريفين بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وجعله محل عنايته الكريمة، ووزع من هذا المجمع المبارك الملايين من نسخ المصحف الشريف وبالعديد من اللغات على الحرمين الشريفين وفي المساجد وهدية للحجاج والمعتمرين والزوار وللعالم الإسلامي قاطبة. كما ساهم خادم الحرمين الشريفين من خلال دارة الملك عبدالعزيز في طباعة العديد من الرسائل والكتب التي تعتني بكتاب الله تعالى وعلومه وتفسيره. والجامعة وهي تمنحه حفظه الله هذه الدكتوراه تعتبره مثالاًحتذى في رعاية كتاب الله على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وخادم الحرمين الشريفين يعد أنموذجاً رائعاً ومتميزاً وقدوة يحتذى به في العناية بكتاب الله تعالى. وجهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة القرآن الكريم وعلومه لا يمكن حصرها، فهو رجل علم وعمل ودعوة وتاريخ وسياسة وبذل وعطاء ووفاء لا نظير له في هذا الزمن.
والقيادة المباركة في هذه المملكة العربية السعودية جبلت على العناية والاهتمام بكتاب الله تعالى منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله-. حيث كان القرآن الكريم أساس الحكم الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ بزوغ نورها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - غفر الله له - وسار على هذا النهج أبناؤه البررة الكرام من بعده، الملك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله - رحمهم الله تعالى - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله تعالى -. فكان القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم دستوراً ومنهجاً وأساساً للحكم لهذه البلاد المباركة، لا يمكن التنازل عنهما أو التفريط بهما بأي حال من الأحوال. لأن القرآن الكريم منهج حياة وأساس حكم وسعادة وفخر وعز وشرف لهذه البلاد المباركة. وأننا لنحمد الله سبحانه وتعالى أن قيض لهذه البلاد المباركة حكاماً جبلوا على العناية بكتاب الله علماً وعملاً وتعليماً ودعوة ومنهجاً ودستوراً. والذي يظهر جلياً واضحاً من خلال العناية بكتاب تعالى ونشره وتعليمه وتوزيع نسخه الشريفة في أقطار المعمورة، ودعم المسابقات العديدة في حفظ القرآن الكريم. إن المطلع لجهود خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في خدمة القرآن الكريم وعلومه ليجد فيه القدوة المباركة، والدور الأسمى والأبرز في العناية بكتاب الله حفظاً وتلاوة وتدبراً وتعليماً وتفسيراً. إن هذه العناية بخدمة كتاب الله تعالى من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لها آثار كبيرة في نفوس المسلمين جميعاً، حتى أصبحت هذه البلاد المباركة بفضل الله تعالى ثم جهود خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مضرب المثل في العناية بالقرآن الكريم وعلومه. ومن هنا جاءت هذه المبادرة الكريمة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقيادة معالي الوزير الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء، في منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز درجة الدكتوراه الفخرية في خدمة القرآن الكريم وعلومه، عرفاناً ووفاء لمقامه الكريم وإظهار محاسنه الكبيرة وإسهاماته المتعددة في خدمة القرآن الكريم وعلومه. والشهادات والجوائز تفخر وتعتز بمقامه الكريم. وختاماً حفظ الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزاه الله تعالى خير الجزاء وأوفاه كفاء ما قدم ويقدم خدمة للإسلام والمسلمين وللقرآن الكريم وعلومه، ونصر الله عز وجل به دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين. كما أسأله سبحانه وتعالى أن يوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، وولي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع -حفظهم الله- لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين. وأن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأوفاه، إنه سميع قريب.
د. عبدالله بن محمد الصامل - وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للتخطيط والتطوير والجودة