تتمتع الشقيقتان المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات ودية وأخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة وروابط دين وجوار وأخوة وأمن واستقرار بين البلدين.
إن العلاقة بين السعودية والأردن هو جزء لا يتجزأ من موروث تاريخي متأصل بكل ود ومحبة وتقدير وحسن جوار ووحدة جغرافية وفكرية واجتماعية متميزة، حيث حافظت المملكتان عليهم بالتواصل والتعاون والتنسيق المستمر ومن خلال تبادل الخبرات والمنافع والاحترام المتبادل، حيث اتخذتا كلاً منهما قراراً قطعياً بأن تكونا عمقاً إستراتيجياً للأخرى، وتماثل في المواقف إزاء قضايا المنطقة وتنسيق مستمر وكل ذلك بفضل قيادة حكيمة وبعد نظر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والتي أقامت هذه العلاقة الأخوية أنهراً من المحبة والمودة وحققت ازدهاراً واستقراراً وعلاقة ثنائية استثنائية بجمالها ومحبتها وروابطها.
إن العلاقات السعودية الأردنية تمثل تكاملا واتساقا متكاملين فهي تقوم على أسس متينة من وحدة الدين واللغة، وترتكز على دعائم قوامها الجوار وأواصر القربى، والمصير المشترك فكلا البلدين مكمّل للآخر في قضايا عدة وكل منهما يمثل بعدا أمنيا للبلد الآخر، والتعاون القائم بين البلدين ثمرة لرعاية كريمة ولعناية شاملة ولحكمة رائدة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن لدن أخيه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ولذا فإن العلاقات بين البلدين تعد أنموذجا للعلاقات الأخوية الصادقة التي تعكس انسجاما في المواقف حيال القضايا المشتركة، وتوافقا في الرؤى حول مختلف المسائل.
ولا أدل على ما أقول من أنه لم يكن بين البلدين يوما ما، أي خلاف حدودي، فاتفاقية الحدود البرية جاءت ثمرة لجهد مشترك وتوافق تام بين البلدين، هذا إضافة إلى اتفاقية تعيين الحدود البحرية التي اتفق عليها بين البلدين الجارين بكل محبة وإخاء.
إن التحديات والأحداث المتلاحقة التي تواجهها أمتينا العربية والإسلامية والظروف الدولية التي نعيشها والتهديدات الإرهابية التي تحصل بين الحين والآخر، تتطلب منا مضاعفة الجهود نحو التوحد، وتنسيق المواقف والعمل الدؤوب في سبيل كل ما يحقق لم الشمل ويبعد الفرقة والانقسام عن أمتينا الإسلامية والعربية، ويؤدي إلى الاجتثاث النهائي لجذور الإرهاب، والقضاء على موارد الفكر الضال ومصادره فكرياً وجغرافياً، بل وتساعد الجهود المشتركة في السعي لتحقيق الأمن والاستقرار لهذه المنطقة، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشيد بالتعاون البنّاء بين الأجهزة المختصة في البلدين الشقيقين.
إن السعودية الأرض الطاهرة المباركة التي كرمها الله تعالى بقبلة المسلمين والحرمين الشريفين والتي حباها الله عز وجل بقيادة حكيمة ميزها بالحب والعطاء والتضحية والتي بذلت كافة جهودها وواصلت العمل ليلا ونهارا دون كلل أو ملل لخدمة شعبها وأمتها فأي دولة تسعى لوفاق عربي وإسلامي لابد من أن تمر من خلال الرياض لحجم هذا البلد الكبير وأهميته على الساحات الإقليمية والعربية والدولية.
إن المحبة والتقدير الذي يكنه الأردنيون للسعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمكانة التي يتبوأها هذا القائد العربي الحكيم في قلوب الأردنيين نابعة من المواقف الحكيمة والدور المهم والحيوي والمميز الذي تنهض به المملكة العربية السعودية على مستوى العالم العربي بما تشكله من صمام أمان وحرص على الأمة وشعوبها والقضايا العادلة وانحيازها الدائم لصالح الشعوب العربية والإسلامية.
إن العلاقات السعودية الأردنية غدت بحق أنموذجاً متكاملاً في العلاقات العربية.. العربية.. بفضل العلاقات الأخوية والمتينة بين القائدين الكبيرين، وحرصهما الأكيد على تفعيل التشاور والتنسيق المستمر حيال كافة الأوضاع الراهنة وآخر المستجدات في المنطقة إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.. ويصب في تعزيز وحدة الصف والتضامن العربي في مواجهة التحديات.. والظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة.
وتعتبر العلاقات السعودية - الأردنية متميزة على أكثر من صعيد، ويصفها بعض المراقبين بأنها إستراتيجية واقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية وقبل كل ذلك إسلامية وعروبية، وازدادت عمقاً خلال الفترة المنصرمة بعد تطابق وجهات نظر البلدين تجاه معظم القضايا والمشاكل الإقليمية.
لقد أكد المراقبون أن هذا النهج تكرس في علاقات الرياض وعمان منذ عقود طويلة ويجد اليوم تعبيراته الميدانية من خلال ما ينهض به البلدان من مسئوليات عربية وإسلامية وما تمثلانه من اعتدال ووسطية وحكمة وبعد نظر في التعامل مع التطورات المتلاحقة في المنطقة وانحيازهما المطلق لثقافة الحوار والسلام والتمسك بالحقوق العربية والإسلامية بحزم وهو ما يتجلى في النجاحات الدبلوماسية التي يسجلها نهج قوى الاعتدال في المنطقة الرافض للإرهاب والعنف والاحتلال والداعي إلى حل الخلافات بالطرق السلمية على قاعدة من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
إن البلدين الشقيقين نموذج لعلاقة عربية - عربية معتدلة وسليمة ترفضا الانصياع لسيناريوهات الإرهاب بكل أشكاله، ولعل ما يزيد العلاقة بين السعودية والأردن وداً ولطفاً بعيداً عن الانسجام السياسي والتاريخي والدبلوماسي هو الانسجام المجتمعي فهو التسلسل العشائري والأسري الممتد من شمال السعودية إلى الأردن والتشابه إلى حد كبير في العادات العربية الأصيلة بل وحتى في الملبس العروبي إلى حد كبير بين البلدين الشقيقين.
لقد أثبتت المملكة العربية السعودية عبر تحركها الكبير والهادف لقضايا الأمتين الإسلامية والعربية على الحنكة السياسية الكبيرة متزامنة مع خطط اقتصادية رائدة تمثل نهجاً في التطور والرقي.
وإننا على ثقة بأن القائدين الكبيرين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والملك عبدالله الثاني ابن الحسين.. سيوظفان كل طاقتهما الإسلامية والعروبية لنجاح مؤتمر القمة العربية في الأردن.. وتكليل هذا النجاح على الصعيد العروبي بشكل مزدهر وبناء.
كاتب صحفي أردني - جدة